تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ٢٩٨

____________________
ويشربه بالنهار. ويجعله بالغداة، ويشربه بالعشي. وكان يأمر الخادم بغسل الإناء في ثلاث أيام، لئلا يغتلم. فإن كنتم تريدون النبيذ فهذا النبيذ " (1).
ومنها ما رواه أيضا في في الصحيح، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام)، فقلت: يا جارية إسقيني ماءا. فقال لها: " إسقيه من نبيذي ". فجاءت بنبيذ مريس في قدح من صفر. قلت: لكن أهل الكوفة لا يرضون بهذا. قال: " فما نبيذهم "؟ قلت: يجعلون فيه القعوة. قال: " وما القعوة "؟
قلت: الزازي. قال: " وما الزازي "؟ قلت: تفل التمر، يضرى به الإناء حتى يهدر النبيذ، فيغلي، ثم يسكن، فيشرب. قال: " ذلك حرام " (2).
قلت: وقد ذكرنا إشارة قول ابن فضال المتقدم في أبي حمزة بعد نسبة شرب النبيذ إليه: (وكان كوفيا)، إلى فساد أهل الكوفة من أتباع أبي حنيفة وساير العامة بجعل شئ فيه، يغليه، ثم يسكن، فيدخل في المغلي المسكر.
ومنها: ما رواه أيضا في المصحح، عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: دخلت على أبي جعفر بن الرضا (عليه السلام)، - إلى أن قال: - وعطشت، فاستقيت. فقال: " يا جارية أسقيه من نبيذي ". فجائتني بنبيذ مريس في قدح من صفر، فشربت أحلى من العسل. فقلت: هذا الذي أفسد معدتك. قال: فقال لي: " هذا تمر من صدقة النبي (صلى الله عليه وآله)، يؤخذ غدوة فيصب عليه الماء، فتمرسه الجارية، فأشربه على أثر طعامي وساير نهاري، فإذا كان الليل أخرجته الجارية، فأسقته أهل الدار ". قلت:

١ - الكافي:، وسائل الشيعة: ج ١٧ / ص ٢٨١ / ح ٥.
٢ -، وسائل الشيعة: ج ١٧ / ص 282 / ح 1.
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 291 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»