تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ١٥٧
أخبرنا بذلك بن عمر العباس الكلوذاني المعروف بابن مروان رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن يحيى الصوفي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد، قال: وكان من علماء الإمامية أبو عثمان بكر ابن محمد، وكان من غلمان إسماعيل بن ميثم (1).
____________________
كتاب سيبويه، وبذل له مائة دينار في تدريسه إياه، فامتنع أبو عثمان من ذلك.
قال: فقلت له: جعلت فداك! أترد هذه المنفعة، مع فاقتك، وشدة إضاقتك؟ فقال:
إن هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة وكذا وكذا آية من كتاب الله عز وجل، ولست أرى إن أمكن منها ذميا، غيرة على كتاب الله، وحمية له.
قال: فأنفق إن غنت جارية بجضرة الواثق بقول العربي من الكامل:
أظلوم أن مصابكم رجلا * أهدى السلام تحية ظلم فاختلف من كان بالحضرة في أعراب (رجلا)، فمنهم من نصبه وجعله اسم (إن)، ومنهم من رفعه على أنه خبرها. والجارية مصرة على أن شيخها أبا عثمان المازني لقنها إياه بالنصب، فأمر الواثق باشخاصه.
قال أبو عثمان: فلما مثلت بين يديه، قال: ممن الرجل؟ قلت: من بني مازن.
قال: أي الموازن؟ أمازن تميم، أم مازن قيس، أم مازن ربيعة؟ قلت: من بني مازن ربيعة. فكلمني بكلام قومي - إلى أن قال: - ثم أمر لي بألف دينار، وردني مكرما.
قال المبرد: فلما عاد إلى البصرة قال لي: كيف رأيت يا أبا العباس؟ رددنا لله مائة فعوضنا ألفا.
5 - تشيع المازني (1) قد كتم أكثر علماء العامة المترجمين للمازني مذهبه، اعتزازا به، بكتمان
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 157 158 159 160 162 163 ... » »»