تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ١٣٩

____________________
عبد الله (عليه السلام): " إن الله خلقنا، فأحسن خلقنا وصورنا، وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة، ووجهه الذي يؤتى منه، وبابه الذي يدل عليه، وخزانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار، وأينعت الثمار، وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء، وينبت عشب الأرض، وبعبادتنا عبد الله ولولا نحن ما عبد الله (1).
قلت: وقد ورد هذا المضمون مع ألفاظ متقاربة، في روايات كثيرة عن المعصومين (عليهم السلام)، بطرق عديدة، أحصيناها في " الإمامة والأئمة ".
ومنها: ما رواه الراوندي في الخرائج في معجزات الإمام الجواد (عليه السلام)، عن بكر بن صالح، عن محمد بن فضيل الصيرفي، قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) كتابا، وفي آخره: هل عندك سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ ونسيت أن أبعث بالكتاب، فكتب (عليه السلام) إلي بحوائج له: وفي آخر كتابه: " عندي سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور معنا حيث درنا، وهو مع كل إمام ". وكنت بمكة، فأضمرت في نفسي شيئا لا يعلمه إلا الله فلما صرت إلى المدينة، ودخلت عليه، نظر إلي، فقال: " إستغفر الله مما أضمرت ولا تعد... "، الحديث، وفيه أخباره بما سيصيبه من الوجع، وغير ذلك. وقد روى الكليني حديث التابوت بطرق عديدة صحيحة في أصول الكافي في ذلك (2)، كما أخرجه غيره أيضا بطرقهم، ذكرناها في محالها.

١ - الكافي: ج ١ / ص ١٤٤ / ح ٥.
٢ - الخرائج والجرائح: ج ١ / ص ٣٨٧ / ح ١٦، الكافي: ج ١ / ص 238 / ح
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»