الجو المتشدد بحيث كان الذي يعتمد الضعفاء والمراسيل مضطهدا معرضا للاعتزال أو النفي وما شاكل ذلك - أن لا يعتمد عليه.
وطبيعي أيضا ان من كان بنظر قوم ضعيفا في أحاديثه أن لا يعتمد عليه وان أصبحت رواياته فيما بعد من مسلمات التشيع ومرتكزات أفكاره.
ولرب رواية أعرض عنها الأصحاب لغرابتها وعدم تعقلها أصبحت مع الزمن من الأمور المسلمة والواضحة كتلك الروايات الواردة في مناقب آل البيت والتي اعتبرت ردحا زمنيا من الغلو كما رمي ناقلوها بذلك.
وأما النقطة الثالثة فيرد عليها:
أولا - ان كلمة كاذب لم تصدر بهذه الصراحة إلا من أحمد بن محمد بن عيسى ولو كان أمر سهل بهذه المثابة مع تأخر عهد المضعف والقريب لزمن المشايخ لكان التصريح بها من قبلهم أمرا غير عزيز مع كون ديدن جملة منهم هو تتتبع ذلك ونقله.
ثانيا - ان كلمة كاذب لو سلم إرادة ما يدعى منها فلا بد من صرفها عن ظاهرها نظرا للجو العام الذي صدرت فيه حيث إن سهلا كان متهما بضعف الحديث بالمعنى المتقدم ونسب إليه الغلو ولا بد ان ذلك لجهد غرابة أحاديثه وأقواله وطبيعي جدا لمن كان يعتقد فيه ذلك وان رواياته خارجة عن خط آل النبي (صلى الله عليه وآله) روحا وفكرا بحيث جعلت من روايات الغلاة أن يعتقد بكذب ووضع قائلها وناسبها خصوصا من أولئك المشددين على شرع أهل البيت وأخبارهم (ع).
ويؤكد ذلك أن ابن عيسى ذكر كلمة كاذب بعد أن نسب إليه الغلو بقوله [كان أحمد بن محمد بن عيسى يشهد عليه بالغلو والكذب].
وأما النقطة الرابعة - فيرد عليها: