جوار أوليائه محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم.
ولد رحمه الله في سنة 1303 في أصفهان وتلمذ عند أبيه حجة الاسلام الحاج شيخ إسماعيل وعند علماء أصفهان من الفقهاء الكرام حتى بلغ مرتبة كاملة جليلة في الفقه والأصول، فخرج منه عازما إلى التشرف بجوار مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف. فلما تشرف حضر درس الفقيه العلامة السيد محمد الكاظم اليزدي صاحب العروة الوثقى والعلامة الآخوند ملا كاظم الخراساني صاحب الكفاية في الأصول، ثم حضر محضر العلامة المحقق الشيخ محمد حسين النائيني قدس سرهم.
قال مولانا الأستاذ: أفاض لي العلامة النائيني مهمات الفقه والأصول و استفدت منه مدة منفردا. وأول من لحق بنا العلامة السيد جمال الگلپايگانى. ثم بعد مدة لحق بنا واحد بعد واحد حتى صرنا سبعة أفراد من الأوتاد وتم لنا دورة الفقه والأصول في سبع نفرات. وكنا في محضره الشريف إلى أربع عشرة سنة.
وحين بلغ إلى خمس وثلاثين سنة سنه الشريف، نال أعلى مراتب الاجتهاد و أجازه العلامة النائيني وغيره أحسن الإجازات. ومما عبر به في إجازته المفصلة التي كتبها النائيني بخطه الشريف في شوال 1338 ه المزينة بخطوط جمع من الأعاظم المراجع الكرام وتكون عندي قال: " العالم العامل والتقى الفاضل العلم العلام والمهذب الهمام ذو القريحة القويمة والسليقة المستقيمة والنظر الصائب والفكر الثاقب عماد العلماء والصفوة الفقهاء الورع التقى والعدل الزكي جناب الآقا ميرزا مهدى الأصفهاني أدام الله تعالى تأييده وبلغه الأماني - إلى أن قال - وحصل له قوة الاستنباط وبلغ رتبة الاجتهاد وجاز له العمل بما يستنبطه من الأحكام " - الخ وكان مشتغلا بتعلم الفلسفة المتعارفة وبلغ أعلى مراتبها. قال: لم يطمئن قلبي بنيل الحقائق، ولم تسكن نفسي بدرك الدقائق، فعطفت وجه قلبي إلى مطالب أهل العرفان. فذهبت إلى أستاد العرفاء والسالكين السيد أحمد المعروف بالكربلائي في كربلاء وتلمذت عنده حتى نلت معرفة النفس وأعطاني ورقة أمضاها وذكر اسمى مع جماعة بأنهم وصلوا إلى معرفة النفس وتخليتها من البدن. ومع ذلك لم تسكن نفسي إذ رأيت هذه الحقائق والدقائق التي سموها بذلك لا توافق ظواهر الكتاب وبيان العترة ولا بد من التأويل والتوجيه.