مستدركات علم رجال الحديث - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج ١ - الصفحة ترجمة المؤلف ٥
مطالعاته في الحديث والتفسير والرياضيات والتاريخ وغيره في مسقط رأسه على أعلامه سيما والده العلامة، كما قال في " تاريخ فلسفة وتصوف " ص 116 ما تعريبه:
" كان والدي وأستاذي في العربية واللغة والأصول والفقه والحديث والتفسير ومؤدبي ".
وقد عرف عن المؤلف العلامة نبوغه المبكر واستعداده الفذ. فقد استطاع أن يكمل دراسته في الفقه والأصول بدرجة ملفتة للنظر، ثم سافر إلى مشهد المقدسة مكملا ما فاته من فضل وعلم علمائها، فأوجد بجهاده وسعيه المتواصل نقطة عطف في الفكر الإسلامي النقي، وأثبت بالأدلة المتقنة والبراهين الجلية أن الوصول إلى معارف الاسلام الحقة، واجتناب أي تشويش وانحراف، لا يكون إلا عن طريق علوم اهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم أجمعين.
لقد طوى والدنا العلامة آية الله النمازي - لما كان له من قابلية واستعداد خاص - المدارج العالية للفقه والأصول الواحد تلو الآخر، في أقصر مدة، و حصل على درجة الاجتهاد، حتى شرع بكتابة فقهه الاستدلالي وهو في عامه الثاني والعشرين.
لقد كانت رغبته الشديدة في التعرف على أفكار العلماء والمحققين في الحوزة العلمية الكبرى في النجف الأشرف سببا لسفره إليها، والإقامة مدة من عمره في جوار مولاه علي عليه السلام. وتعرف في تلك الفترة على الآراء الفقهية والمباني الأصولية لكبار علماء ذلك الوقت.
أما رغبته غير المحدودة في أداء رسالته التبليغية، والتدريس وهداية الناس، قد أوجبت عودته إلى وطنه إيران والإقامة في مشهد، ولم يغفل لحظة واحدة منذ ذلك الوقت وحتى ساعة ارتحاله إلى عالم الملكوت والقرب الإلهي عن أداء الوظائف العلمية والتعليمية والتربوية.
ووصل في علم الرياضات والهندسة إلى درجات عالية، وكان تفوقه و معرفته في المسائل الرياضية ظاهرا عند مباحثته ومناقشته لها مع أساتذتها المتخصصين.
وأيضا كان له تبحر خاص في التاريخ. وإضافة إلى تلك العلوم كان له معرفة ببعض فنون الدقيقة كالخط، فكان يتحرر كتبه وتأليفاته بخطه الجميل.
ووفق لحفظ القرآن منذ أوائل بلوغه، وكان إذا سئل عن أي آية يستطيع
(ترجمة المؤلف ٥)