وقال (1): لما تقدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة جاء إلى مسجد الكوفة، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ثم ضرب صلعته مرارا! وقال: يا أهل العراق أتزعمون اني اكذب على الله ورسوله واحرق نفسي بالنار؟ والله سمعت رسول الله يقول: ان لكل نبي حرما وان المدينة حرمي فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " قال " واشهد بالله ان عليا أحدث فيها!! فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه امارة المدينة اه! (2).
وتارة يرتجل أحاديث يدافع بها عن منافقي بني أمية الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وآله في كثير من مواقفه ليسجل عليهم بذلك خزيا يأمن به على الدين من نفاقهم وعلى الأمة من عبثهم (وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى).
لكن أبا هريرة تزلف إلى مروان ومعاوية وأوليائهما فأنشأ يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اللهم انما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعل ذلك كفارة له وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة.
وقد عمل مروان وبنوه في تعداد أسانيده وتكثير طرقه أعمالا جبارة لم يألوا فيها جهدا، ولم يدخروا وسعا، حتى أخرجه أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد.