أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٠٢
أهد قلبه وسدد لسانه قال علي " ع ": فوالله ما شككت بعدها في قضاء بين اثنين.
ولما انزل الله عز سلطانه (وتعيها اذن واعية) قال صلى الله عليه وآله (1) مخاطبا لعلي: سألت الله ان يجعلها اذنك، قال علي: فما نسيت شيئا بعدها وما كان لي ان انسى.
وقال صلى الله عليه وآله يوم خيبر حين اخذ الراية علي عليه السلام: اللهم اكفه الحر والبرد قال علي: (2) فما آذاني بعدها حر ولا برد، وكان بعد ذلك يخرج في الشتاء في ازار ورداء وثوبين خفيفين، وفي الصيف يخرج في القباء المحشو والثوب الثقيل اظهارا لمعجزة رسول الله صلى الله عليه وآله والفاتا إليها على الدوام.
ولما شكا جابر إليه صلى الله عليه وآله دينا كان على أبيه انطلق معه إلى بيدر تمره فمشى حوله ودعا بالبركة فيه ثم جلس عليه وحضر الغرماء فآواهم الذي لهم وبقى لجابر وذويه مثل ما كانوا يستغلون، وهكذا كان (ص) إذا أراد بأحد خيرا دعا له، وإذا أراد به غير ذلك دعا عليه كما فعل بمعاوية إذ قال صلى الله عليه وآله: لا أشبع الله له بطنا، وكما فعل مع الحكم بن أبي العاص وما عهدناه صلى الله عليه وآله يفعل شيئا يشبه الذي حكاه أبو هريرة حاشا حكمته التي تستصبح بها البصائر الضالة، وتنكشف بها معالم الهدى، فتحل عقد الاشكال وتمزق ظلمات الغي والضلال.

(1) هذا مذكور في كشاف الزمخشري، وفي تفسير الثعلبي، والرازي وغيرهما فراجع.
(2) أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده، وابن أبي شيبة البزار وابن جرير، وصححه كما في صفحة 44 من الجزء الخامس من منتخب كنز العمال المطبوع في هامش مسند أحمد.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»