أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٢١
* على عهد النبي صلى الله عليه وآله * لما أسلم أبو هريرة انضوى باسلامه إلى مساكين الصفة (1) وهم - كما قال أبو الفداء في تاريخه المختصر: أناس فقراء لا منازل لهم ولا عشائر ينامون على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله في المسجد ويظلون فيه. وكانت صفة المسجد مثواهم فنسبوا إليها. وكان إذا تعشى رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو منهم طائفة يتعشون معه، ويفرق منهم طائفة على الصحابة ليعشوهم. قال: ومن مشاهيرهم أبو هريرة إلى آخر كلامه (2).
وكان أبو هريرة - كما نص عليه أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء (3) أشهر من سكن الصفة واستوطنها طول عمر النبي صلى الله عليه وآله ولم ينتقل عنها. وكان عريف من سكن الصفة من القاطنين ومن نزلها من الطارقين إلى آخر كلامه.
وصف أبو هريرة نفسه فقال - كما في أول البيوع من صحيح البخاري:
وكنت مسكينا من مساكين الصفة، الحديث وهو طويل (4).
قال - كما في باب نوم الرجال في المسجد من كتاب الصلاة من صحيح

(١) - قال ابن الأثير في مادة صفف من النهاية: أهل الصفة هم فقراء المهاجرين ومن لم يكن له منزل يسكنه وكانوا يأوون إلى موضع مظلل في مسجد المدينة يسكنونه.
(٢) - فراجعه في آخر حياة النبي عند ذكر أصحابه.
(٣) - ص ٣٧٦ من جزئها الأول حيث ترجم أبا هريرة.
(4) - فراجعه في الصفحة الأولى من الجزء الثاني من الصحيح.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»