المتسلم وهرب الكاتب من بيت الأيوب وأخذ الدفاتر إلى صيدا إلى الجزار، فأرسل عسكر إلى شحور فقتل مقتلة عظيمة وأخذ الاسرى، فصلب حمزة بالخازوق وفكوا الاسرى، فهرب بيت الزين مع أولاد ناصيف إلى الشام تلددوا هناك خفية فقدر الله أن الجزار حكم الشام أيضا، فهربوا إلى العراق ونزل أولاد ناصيف على حمد الحمود كبير خزاعة، وفي ذلك الوقت صار حرب بين خزاعة وثامر الحمود شيخ عرب المنتفج وظهر من أولاد ناصيف كل شجاعة واقدام. وخلص الشيخ علي زين أحد أهل شحور إلى الهند وصار وزيرا لاحد ملوك الهند ونال عنده رتبة، وحين ملك الانكليز هناك هاجر إلى بلاده.
وفي سنة ألف ومائتين وثمان فتك الجزار بأهالي بلاد بشارة وقتل منهم جماعة خنقا في الحبس، ومنهم سلمان البري، وكفل البلاد لأهله، حتى كان سنة مائتين وتسع حضر ملك فرنسا إلى مصر وملكها ثم إلى عكا وهدمها على الجزار سنة ألف ومائتين واثنى عشر.
ودخلت سنة ثلاث عشرة فرحل الفرنسيس بعد ما هدموا عكا.
ولما رأى الجزار أهالي البلاد من بلاد عكا وجبل عاملة يحضرون الحطب والدجاج والبيض وسائر الأمتعة للافرنج كفر بهم بعد ذهاب الإفرنج وأهلكهم قتلا وحبسا مع الأعمال الشاقة من حفر وبناء حتى أهلك الحرث والنسل، ومع ذلك كان يعذبهم في الحبوس بتسليط الكلاب والقطاط والمكاوي وضرب مقامع الحديد، وكان لهم معذبون كراد عليهم رئيس يسمى الشيخ طه يزيدي يقول بروح الشر وأن العظم هو الشيطان ويسبوا من سمعوه يسب الشيطان، ولا سيما وموكلة خفيفة على ألسنة العامة، وكان من يأمر الجزار بقتله لا يقتل بدون عذاب حتى تزهق نفسه.
وبقي الحال في شدة إلى سنة تسع عشر فهلك الجزار وخلفه سليم باشا