تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - الصفحة ٤٦٤
وقد نما الأدب في عصر حمد البك نموا باهرا، وبرع يومئذ في قرض الشعر رجل أمي اسكاف يدعى احمد حرب، كان ينظم الشعر فيجيده ويحفظ البدائع من مختاراته. واشتهرت في الأدب بعد ذلك امرأة في بنت جبيل تدعى منى (تقدم ذكرها).
وبالجملة بعد أن هلك الجزار رجعت حركة العلم إلى مجراها وفتحت مدرسة الكوثرية، وقد تخرج في هذه المدرسة جماعة كانوا المرجع في الفتوى في جبل عامل، مثل المرحوم السيد علي إبراهيم الذي كان له في الفقه الباع الأطول، ومثل المرحوم الشيخ عبد الله نعمة (وذكر هجرته ثم ذكر رجوعه وأنه افتتح مدرسة جبع الشهيرة وكانت مجمعا للعلماء مدة أربعين سنة حتى توفي).
قال: لم يأفل نجم مدرسة جباع حتى أضاء مصباح مدرسة حناوية في ضواحي صور تحت إدارة العلامة المتقن المرحوم الشيخ محمد علي عز الدين (الذي تقدمت ترجمته)، هذه المدرسة كانت مجمعا لفضلاء الطلاب ودائرة لفنون مختلفة، وكان للأدب والشعر فيها سوق عامرة، ولا غرو فقد غدا يديرها أمثال السيد الاجل العلامة السيد نجيب الدين فضل الله والعالم الفهامة الشيخ إبراهيم عز الدين رئيسها اليوم، وقد كان لها من زعيم البلاد العاملية في عصره علي بك الأسعد الوائلي عناية بعثت في نفوس طلابها حب الأدب وكسب الفوائد.
وكانت دار علي بيك في ذلك الزمان محاطا للأدباء والشعراء بل والعلماء، وكان فيهم مثل الشيخ محمد حسين مروة نادرة عصره في الرواية والحفظ ومن الشعر المجيدين (قد تقدمت ترجمته).
قال: دخل (الدور الثالث) ومدرسة بنت جبيل التي عمرها بالإفادة والاستفادة رئيسها العلامة الشيخ موسى شرارة حافلة بطلابها وفضلائها، وقد أفل
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 465 » »»
الفهرست