تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - الصفحة ٤٥٨
ولو كان فيه خراب الديار ومهاجرة المحكومين، وان الأمير فخر الدين المعني بعد أن انتهب قرية الكوثرية في مقاطعة الشومر من جبل عامل وكان محلا لآل علي الصغير من زعماء الشيعة ترك عسكر يعبث فيها ثلاثة أيام بعد أن قتل المقاتلة وسبى الذرية.
كان عامله على قلعة الشقيف حسين الطويل، واليه عمل الشومر والنفاح، قد تنازع مع حسين اليازجي عامل المعنيين في قلعة بانياس واليه شرقي بلاد بشارة، فأرسل هذا عسكره مغيرا على قرى حسين الطويل وأهلها شيعة أيضا، وأرسل الطويل عسكره مغيرا على قرى اليازجي حيث هاجم قرية عيناثا وأهلها شيعة أيضا، لكنه ارتد عنها بخسارة بعض رجاله. وهكذا كانوا يتنازعون والشيعة دريئة هجماتهم.
ثم في سنة 1048 دخل الأمير ملحم بن معن إلى قرية أنصار من مقاطعة شومر مفتشا على مناظرة في الأره الأمير علي علم الدين، وكانت هذه القرية مقرا لآل منكر حكامها، فاستلحم أهلها واستمر القتل فيهم، ولم يشف حقده مقتل ألف وخمسمائة من الشيعة في هذه الغارة حتى استباح القرية نهبا وسلبا.
وهذه الطوارئ وتلك الهجمات لهبت في الشيعة الشعور لدرء التنظيم والاستقتال في سبيل الاستقلال، فاغتنموا فرصة الوهن الذي طرأ على الحكومة المعنية في زمن الأمير احمد، فأعلنوا استقلالهم عن لبنان وخرجوا من طاعة أمرائه، فغزاهم الأمير احمد في سنة 1077 في النبطية مقر الصعبيين حكامها، فارتد عنها عسكره منهزما بعد ملحمة كبرى، فاستجاش عليه والي صيدا فأتاها هذا في العام القابل غازيا، وكان نصيبه كصاحبه حيث لحق الشيعة المنهزم إلى عين الزراب قرب صيدا.
نم استعرت بعد ذلك نار الوقائع بين أمراء لبنان ومشايخ الشيعة وكانت
(٤٥٨)
مفاتيح البحث: دولة لبنان (2)، القتل (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 ... » »»
الفهرست