الصالحين.
قال الشيخ الحر في كتاب اثبات الهداية (1: انا كنا جالسين في بلادنا في قرية مشغرة في يوم عيد ونحن جماعة من طلبة العلم والصلحاء، فقلت لهم:
ليت شعري في العيد المقبل من يكون من هؤلاء الجماعة حيا ومن يكون قد مات، فقال لي رجل اسمه الشيخ محمد وكان شريكنا في الدرس: أنا أعلم أني أكون في العيد الآتي حيا وعيد أخرى إلى ست وعشرين سنة. ويظهر منه أنه جازم بذلك من غير مزاح، فقلت له: أنت تعلم الغيب. فقال: لا ولكني رأيت المهدي عجل الله فرجه وصلى الله عليه في النوم وأنا مريض شديد المرض، فقلت له:
أنا مريض وأخاف أن أموت وليس لي عمل صالح ألقى الله به. فقال: لا تخف فان الله تعالى يشفيك من هذا المرض ولا تموت فيه بل تعيش ستا وعشرين سنة. ثم ناولني كأسا في يده فشربت منه وزال عني المرض وحصل لي الشفاء وأنا أعلم أن هذا ليس من الشيطان. فلما سمعت كلامه كتبت التاريخ وكان سنة 1049 ومضت لذلك مدة طويلة وانتقلت إلى المشهد المقدس سنة 1072، فلما كانت السنة الأخيرة وقع في قلبي أن المدة قد انقضت رجعت إلى ذلك التاريخ وحسبته ورأيته قد مضى منه ست وعشرون سنة فقلت: ينبغي أن يكون الرجل مات، فما مضت الا مدة نحو شهر أو شهرين حتى جاءني كتابة من أخي - وكان في البلاد - يخبرني أن المذكور مات. انتهى 2).
فتكون وفاة صاحب الترجمة سنة خمس وسبعين بعد الألف.