لم يزد في الأصل على أنه صالح شاعر أديب 1).
أقول: كان تولده سنة 1061 في مكة المعظمة، وكان أبوه قد استوطنها، وتوفي والده وسنه سبع سنين، فكفله أخوه جدنا العلامة السيد زين العابدين، حتى بلغ اثني عشرة سنة وقد فرغ من المقدمات، توفي كفيله فتخرج على تلامذة أبيه من علماء الخاصة والعامة، حتى بلغ الغاية علما وعملا وفضلا ونبلا.
وذكره في خلاصة الأثر فعبر عنه بروح الأدب 2).
وقال ولده في نزهة الجليس: والدي وسيدي جمال البلغاء وفاضل الزمن السيد علي بن نور الدين بن أبي الحسن، جهبذ نحرير فاضل، فما الصاحب لديه وما الفاضل، تفرد بعلم البديع والمعاني ففاق البديع الهمذاني، وتوحد بالنحو والصرف فلو عاصره سيبويه التفتازاني ما نطقا في حضرته بحرف، وتفرد في اللغة وعلوم الأوائل فبارز في حلبة الفصاحة والبلاغة قس بن ساعدة وسحبان وائل، وتبحر في سائر العلوم وتفنن في المنطوق والمفهوم، إلى كرم يخجل قطر المطر وأخلاق ألطف وأرق من نسمة السحر، أفضل من نثر الدر من البلغاء ونظم وفضل على أشهر من نار على علم.
كان بمكة المشرفة كالحجر الأسعد الأسود يستلمه تيمنا وتبركا به الأبيض والأسود، وما برح مشهورا بكل فضل لدى البادى والحاضر، وموقرا ومكرما عند السادة آل حسن وجميع الرؤساء والوزراء والأكابر، إلى أن دعاه إلى جواره الكريم فنقله من دار الدنيا الفانية إلى جنة النعيم الباقية صبح ثامن عشرين ذي الحجة الحرام عام ألف ومائة وتسع عشرة من هجرة خير الأنام،