إذ ذاك ست سنين، ووقع على بلادنا فتور عظيم احترق لنا فيه نحو ألف كتاب، ثم انتقلنا إلى كرك (نوح) وأقمنا بها مدة، ثم سافر أخي وسني إذ ذاك نحو اثنى عشرة سنة إلى العراق، وكنت أولا اختلف إلى المكتب واقرأ القرآن فختمته فيما يقرب سني من تسع سنين، ثم اشتغلت على من كان من تلامذة جدي ووالدي وغيرهم، وهم الشيخ الجليل الفاضل نجيب الدين قدس الله روحه وأخي الشيخ زين الدين والسيد الاجل السيد نور الدين والشيخ حسين ابن ظهير والشيخ محمد الحرفوشي رحمهم لله جميعا.
ولما سافر أخي عني كنت مشغولا مع صغري بعيالي ونظام الأملاك، ومع هذا كنت أشتغل بما يمكنني، فكتبت هناك كتبا متعددة، وكنت حريصا على الكتب التي بقيت.
ثم سافرت إلى مكة بعد وفاة والدي، وذلك سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين بعد الألف، وسني إذ ذاك ست عشرة سنة، وكنت أرى من الهي جل ثناؤه عناية ولطفا بي مع صغر سني ووحدتي.
ثم ذكر بعضا من ذلك، فيظهر أن تولده كان سنة ست عشرة وألف 1)، وقد توفي سنة أربع ومائة بعد الألف.
(292) علي بن محمد بن الحسن الكاتب التهامي العاملي الشامي ذكره في الأصل 2) وحكى ما في دمية القصر في ترجمته 3)، ولم يذكر أن