أنت ميزان لا عين فيه فيفيد إرادة تنزيهه من جميع العيوب التي لا يخلو منها أكثر الناس لا خصوص السلامة من منقصة الكذب كما يفيده المحكى عن التقى أعلى الله مقامه ويحتمل كون المراد من قوله: أنت ميزان انك معتدل وانك على الجادة لا اعوجاج فيك بوجه من الوجوه كالميزان الذي لا عين فيه فإنه معتدل ومتساوي الطرفين لا يزيد أحدهما على الاخر بل هما سواء ويحتمل غير ذلك واما لفظ العين فالظاهر منه إرادة كونه معتبرا وعمدة الناس والمنظور إليه فيما بينهم وله امتياز ورفعة ومنزلة عندهم، ونحو ذلك مما يفيد هذا المعنى المشابه للعين من جهة كونها العمدة من الانسان الذي لا قوام له بدونها فكأنه استعارة بالكناية التي علاقتها المشابهة ولعل التقي المجلسي أعلى الله مقامه - انصرف نظره الشريف إلى ما ورد في بعض الأخبار من أنه بين الحق والباطل أربع أصابع فما رأته عينك فهو الحق دون ما سمعته اذنك (1) هذا في قولهم عين واما قولهم (وجه) فقد حكى عنه أيضا (2) ان الظاهر أنه توثيق لان داب علمائنا السابقين في نقل الاخبار كانوا لا ينقلون الا عمن كان في غاية الوثاقة ولم يكن يومئذ مال ولا جاه يتوجهون إليهم له بخلاف اليوم ".
(٣٢٢)