وأورد عليه السيد محسن أيضا بما هذا لفظه: قلت: جعل الوجه بمعنى ما يتوجه إليه وإضافته إلى الطائفة لأدنى ملابسة أي ما تتوجه إليه الطائفة (وهو كما ترى) خلاف ما يعقل الناس انما يعقلون ما ذكرنا وقال (1) فيما ذكره سابقا ما هذا لفظه: " وكذا قولهم عين من عيون هذه الطائفة ووجه من وجوهها وما كان ليكون عينا للطائفة تنظر بها بل شخصها وانسانها فإنه معنى العين عرفا ووجهها الذي به تتوجه ولا تقع الانظار الا عليه ولا تعرف الا به فان ذلك هو معنى الوجه في العرف الا وهو بالمكانة العليا وليس الغرض من جهة الدنيا قطعا فيكون من جهة المذهب والاخرى " انتهى.
والذي يظهر ان المراد بقولهم (وجه) ان الراوي ذو وجاهة واعتبار وجلالة وعظم بين نقلة الاخبار والآثار فكأنه من التشبيه بالوجه حيث إنه العمدة من الانسان ومحط اللحاظ والنظر من بين سائر الأجزاء فهو كمعنى العين بل هو فيه أظهر منه فيه.
(والحاصل) فالذي يظهر انهما (2) لا يفيدان التعديل والتوثيق بل غاية ما يفيدان المدح المعتد به كما استظهره المصنف أخيرا (3).