(قلت) ولكن يظهر من جملة من اخباره انه ممن يذيع وليس له ملكة التماسك والكتمان لما يلقى إليه من سر، بل كان متسرعا متهتكا في أمر أهل البيت عليهم السلام مثل ما عن الكشي عن حمدويه عن سهل عن محمد بن مرزبان عنه قال شكوت إلى الرضا عليه السلام وجع العين فاخذ قرطاسا فكتب إلى أبى جعفر عليه السلام ودفع الكتاب إلى الخادم وأمرني ان اذهب معه وقال: اكتم فاتيناه وخادم قد حمله قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبى جعفر عليه السلام فجعل أبو جعفر (ع) ينظر إلى السماء ويقول: ناج ففعل ذلك مرارا فذهب كل وجع في عيني وأبصرت بصرا لا يبصره أحد وقلت له: جعلك الله شيخا على هذه الأمة كما جعل عيسى ابن مريم شيخا على بني إسرائيل ثم قلت له: يا شبيه صاحب فطرس (يعنى (1) الحسين عليه السلام حين تمسح بمهده الملك فطرس وجبر جناحه قال: وانصرفت وقد امرني الرضا عليه السلام ان اكتم فما زلت صحيح النظر حتى أذعت ما كان من أبى جعفر عليه السلام في أمر عيني فعاودني الوجع (2) وسأله ابن مرزبان عن حديث فطرس فقصه عليه وعن شاذويه بن الحسين بن داود القمي قال: دخلت على أبى جعفر عليه السلام وباهلي حبل فقلت: جعلت فداك ادع الله ان يرزقني ولدا ذكرا فأطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: اذهب فان الله تعالى يرزقك غلاما ذكرا ثلاث مرات قال: فقدمت مكة فصرت إلى المسجد فاتى محمد بن الحسن بن
(١٦٤)