المرضى في جوابها إلى غير ذلك مما يتسع ذكره ثم ذكر عدة روايات تتضمن ثناء الصادق عليه السلام عليه وقال بعد ذلك وما قدمناه من الاخبار المروية عن الصادق عليه السلام وما كان يظهر من اختصاصه به وتقريبه له واحسانه إياه من بين صحابته يبطل كل ذلك ويزيف حكاية راويه انتهى أقول ومن تأمل فيما ذكره ره جزم بان الامر على ما ذكره وبالجملة لا ريب في كونه من شيعتهم والمتدينين بقولهم والمؤتمرين بأمرهم وأنه في أكثر الأوقات يصل إلى خدمتهم ويواجههم بالاخذ عنهم وأنه اخذ ما اخذ مما لا يخفى فكيف ما منعوه ومن عندهم ما طردوه بل في خواصهم نظموه ومن أجلة أصحابهم اخذوه بل لا يخفى على المتتبع المتأمل أنه لا يكاد يتحقق نظيره فيهم في الجلالة والاختصاص بهم فما ورد في ذمه شبهه في مقابل العلم قابلة لتوجيه ظاهر ومضى في جعفر بن عيسى وزرارة والفضيل بن شاذان ما يظهر منه الجواب وسيجئ في يونس ما يزيد التقبيح وظهر من رواية جعفر بن حكيم ان مثل الأجلة كانوا ينسبون إلى الكفر والالحاد بأدنى شئ فما ظنك بغيرهم وظهر من رواية سليمان الجعفري عذر اخر والسيد بن طاوس بعد ما قدح في سند أحاديث الذم قال وأشكل ما ورد في الطعن ما روى في طريق محمد بن نصير عن رجاله لأنه بمقام مدح وكذا ما روى من طريق على بن محمد وما بعده قريب والذي يقال في ذلك أنه وان كان جرى ضرر بطريق هشام على مولانا أبى الحسن عليه السلام فإنه لم يكن امرا مقصورا بل هو شئ عرض في طريق الذب عن مولانا والتأسيس لخلافته وبموضع مسامحة في ابتداء امره بالصواب اه أقول فيما ذكره تأمل سيما بالنسبة إلى رواية محمد بن نصير والجواب عن الروايتين يظهر بالتأمل فيما أشرنا اليه مضافا إلى ان الظاهر ان هشاما ارتكب خلاف التقية وغير ظاهر أنه ارتكب عمدا وعالما بأنه خلاف التقية وان قتله عليه السلام صار من جهته سيما بملاحظة رواية على بن جعفر وما مر في جعفر بن محمد بن الأشعث وما سيجئ في يعقوب بن داود إذ لعل ما ورد في الروايات ورد مبالغة و تهديدا وتحذيرا لغيره ان يرتكب مثله فتأمل مع أنه ورد مدح عظيم مكررا بالنسبة إلى المخالفين للتقية مثل المعلى بن خنيس وغيره وسيجئ في يعقوب بن اسحق بن سكيت ما يشير إلى عذر اخر وفي توحيد ابن بابويه بسنده إلى هشام بن الحكم عن الصادق عليه السلام أنه قال للزنديق حين سأله ما هو قال شئ بخلاف الأشياء إلى ان قال غير أنه لا جسم ولا صورة وفيه أيضا الرواية الطويلة المتضمنة لمحاجته مع بريهة النصراني الدالة على غزارة علمه ومتانة دينه و غاية اخلاصه بالأئمة عليهم السلام وفيه أيضا وكذا في الرواية المشهورة المتضمنة لاتيان
(٣٥٦)