الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٦٨
ليس منه - أي: من المتواتر (1) -.، وإن نقله الآن عدد التواتر وأكثر.، فإن جميع علماء الاسلام، ورواة الحديث الآن يروونه.، وهم يزيدون عن عدد التواتر، أضعافا " مضاعفة.
لان ذلك التواتر المدعى: قد طرأ في وسط إسناده إلى الآن، دون أوله.، فقد انفرد به جماعة مترتبون، أو شاركهم من لا يخرج بهم عن الآحاد.
وأكثر ما ادعي تواتره من هذا القبيل: ينظر مدعي التواتر، إلى تحققه في زمانه، أو هو وما قبله، من غير استقصاء جميع الأزمنة.، ولو أنصف: لوجد الأغلب، خلو أول الامر منه بل، ربما صار الحديث الموضوع ابتداء، متواترا " بعد ذلك (2).، لكن، شرط التواتر، مفقود من جهة الابتداء.
ونازع بعض المتأخرين في ذلك، وادعى وجود المتواتر بكثرة (3)، وهو غريب.
- 3 - نعم، حديث: (من كذب علي متعمدا "، فليتبوأ مقعده من النار) (4)، يمكن ادعاء تواتره.

(١) وحديث: (إنما الأعمال بالنيات) ليس من ذلك السبيل، وإن نقله عدد التواتر وزيادة.، مقدمة ابن الصلاح.، ص ٣٩٣.
(٢) وعلق المددي:
كما في قوله: (إقرار العقلاء على أنفسهم).، فإنه أشتهر في ألسنة الفقهاء - سيما المتأخرين - إسناده إلى النبي، صلى الله عليه وآله.
وادعى الجواهري في كتاب الأقراء، من كتب كتابه (جواهر الكلام في شرح شرائع الاسلام).، ادعى:
أنه مستفيض: بل: متواتر.
بل في السرائر - ص ٣٩١ -: (لاجماع أصحابنا المنعقد: أن إقرار العقلاء جائز فيما يوجب حكما " في شريعة الاسلام).، فهو في الحقيقة معقد الاجماع، وهكذا عند الجماعة، حيث لم نجد عندهم هذا المتن، في مراجعهم الحديثية، بكونه حديثا " ولو ضعيفا ".
(٣) ينظر: قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث: ص ١٤٦، والتدريب: ص ١٩٠ - ١٩١، والحديث النبوي لمحمد الصباح: ص ٢٤٦ - ٢٤٨.، وينظر: الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة طبع مطبعة دار التأليف - القاهرة.
(٤) ينظر: صحيح البخاري: ١ / ٢٢، ط ١، باب أثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم.، حديث: ١، ٢، ٣، ٤، ٥.
وصحيح مسلم: ١ / 9 - 10، باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث: 1، 2، 3، 4.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»