الرعاية في علم الدراية (حديث) - الشهيد الثاني - الصفحة ٢٨٨
الحقل الثاني في: الكتابة المجردة عن الإجازة وهي ما نأتي عليها من خلال:
أولا ": حكمها (1) - 1 - وقد اختلف المحدثون والأصوليون، في جواز الرواية بها (2).
فمنعها قوم.، من حيث:
(1 -) ان الكتابة لا تقتضي الإجازة.، لما تقدم من أنها إخبار أو إذن.، وكلاهما لفظي (2 -) ولان الخطوط تشتبه (3)، فلا يجوز الاعتماد عليها.
- 2 - والأشهر بينهم.، جواز الرواية بها.، لتضمنها الإجازة معنى، وإن لم تقترن بها لفظا " (4).
لان الكتابة للشخص المعين، وإرساله إليه، أو تسليمه إياه.، قرينة قوية وإشارة واضحة، تشعر بالإجازة للمكتوب.، وقد تقدم: ان الاخبار لا ينحصر في اللفظ.

(١) والذي في النسخة الأساسية: ورقة ٧١، لوحة ب.، سطر ٤: (والثاني أن تقع مجردة عنها)، فقط.، وكذا، الرضوية.
(٢) ممن منعها: القاضي أبو الحسن المارودي الشافعي، والآمدي، وابن القطان.، وممن أجازها: أيوب السختياني، ومنصور بن المعتمر، والليث بن سعد.، ينظر: الكفاية: ص ٣٣٦، وفتح المغيث: ٣ / ١٠، وتدريب الراوي: ص ٢٧٧.
(٣) والذي في النسخة الرضوية: ورقة ٤٢، لوحة ب.، سطر ١٢: (نسبية).
(٤) قال أحمد محمد شاكر: (ولا يشترط في الكتابة أن تكون مقرونة بالإجازة...).، (الباعث الحثيث:
ص ١٢٥ - الهامش).، وينظر: (الخلاصة في أصول الحديث: ص 112).، والالماع: ص 86، والكفاية:
ص 345.
وقال الحارثي: (وقد وقع للأئمة عليهم السلام من ذلك، الكثير الذي لا ينكر.، مثل: (كتبت إليه فكتب إلي)، و (قرأت خطه وأنا أعرفه).، ولم ينكر أحد منا جواز العمل به.، ولولا ذلك، كانت مكاتباتهم و كتاباتهم عبثا ").، (وصول الأخيار: ص 141).
وقال الدكتور صبحي: (وقد تشدد بعضهم، فاشترط في (المكاتبة)، أن تكون مقرونة " ب‍ (الإجازة).، وهو تشدد لا مبرر له، لان أكابر الرواة أخذوا بالمكاتبة وحدها غير مقرونة...).، (علوم الحديث ومصطلحه:
ص 97 - 98).، وينظر: (توضيح الأفكار: 2 / 339 - الهامش)، و (تدريب الراوي: ص 147)، و (الباعث الحثيث: ص 125).
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»