الإكمال في أسماء الرجال - الخطيب التبريزي - الصفحة ٨٢
* سعد بن عبادة: - (159) هو سعد بن عبادة، يكنى أبا ثابت الأنصاري الساعدي الخزرجي، كان أحد النقباء الاثني عشر، وكان سيد الأنصار مقدما فيهم وجيها، له رياسة وسيادة يعترف له قومه بها. روى عنه نفر. ومات بحوزان من أرض الشام بسنتين ونصف من خلافة عمر سنة خمس عشرة، وقيل: مات في خلافة أبي بكر سنة إحدى عشرة ولم يختلفوا أنه وجد ميتا في مغتسله وقد أخضر جسده، ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول، ولا يرون أحدا شعر. نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ورميناه بسهمين فلم نخط فؤاده، فيقال: إن الجن قتله.
قال ابن سعد (3 / 613): سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة ويكنى أبا ثابت وأمه عمرة، وهي الثالثة بنت مسعود بن قيس من أهل بدر، وكان في الجاهلية يكتب بالعربية وكان يحسن العوم والرمي، وكان سعد وعدة أبناء له قبله في الجاهلية ينادي على أطعم، من أحب شحما أو لحما فليأت، فكان سيدا وجوادا ولم يشهد بدرا. قاله الواقدي: ولكنه شهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أمه عمرة بنت مسعود من المبايعات فتوفيت بالمدينة فلما قدم رسول الله (ص) المدينة أتى قبرها فصلى عليها - وفي (الإستيعاب) (2 / 32) - وتخلف سعد بن عبادة من بيعة أبي بكر وخرج من المدينة ولم ينصرف إليها إلى أن مات بحوران من أرض الشام. وفي (الإصابة) (2 / 27) برقم / 3173 - شهد سعد العقبة وكان أحد النقباء واختلف في شهوده بدرا فأثبته البخاري، وكان مشهورا بالجود هو وأبوه و جده وولده، وكان لهم أطم ينادي عليه كل يوم، وقال ابن عباس:
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المواطن كلها رايتان مع علي راية المهاجرين ومع سعد بن عبادة راية الأنصار، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم اجعل صلاتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة) وفي حديث جابر عند أبي يعلى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جزى الله عنا الأنصار خيرا لا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام وسعد بن عبادة) وقصة في تخلفه عن بيعة أبي بكر مشهورة) - وقد أخرج البخاري (2 / 1009) باب رحم الحبلى، والحديث طويل وهذا شطر منه قد خطب عمر بن الخطاب على المنبر و قال: وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلا أن الأنصار خالفونا واجتمعوا في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي و والزبير ومن معهما، وأخرجه أحمد (1 / 55)، والبزار في (المسند) (1 / 301) وقد أخرج ابن جرير الطبري في (تاريخه) (2 / 233) فأجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد بن عبادة فبلغ ذلك أبا بكر فأتاهم ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح فقال: ما هذا؟
فقالوا: منا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر: منا الأمراء ومنكم الوزراء، فقالت الأنصار أو بعض الأنصار: لا نبايع إلا عليا. وفي هذا الباب أخبار كثيرة تدل على أن سعد بن عبادة وعلي بن أبي طالب والعباس و الزبير وغيرهم قد تخلفوا عن خلافة أبي بكر ولم يبايعوا أصلا.
وله في (المشكاة) خمسة أحاديث. وعنه عند أحمد (5 / 284) ثمانية أحاديث وأيضا (6 / 7) ثلاثة أحاديث. وعند الطبراني (6 / 16) ثلاث وثلاثون حديثا.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»