فصل في الصحابة حرف الزاء * زيد بن ثابت (140) هو زيد بن ثابت الأنصاري كاتب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان له حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة إحدى عشرة سنة. وكان أحد فقهاء الصحابة الجلة القائم بالفرائض وهو أحد من جمع القرآن وكتبه في خلافة أبي بكر ونقله من المصحف في زمن عثمان. روى عنه خلق كثير، مات بالمدينة سنة خمس وأربعين وله ست وخمسون سنة.
وله ترجمة أيضا في:
(الطبقات الكبرى (2 / 358): قال أبو هريرة حين مات زيد بن ثابت:
اليوم مات حبر هذه الأمة - وقال ابن عباس: لما مات زيد بن ثابت: هكذا ذهاب العلم، لقد دفن اليوم علم كثير. وفي (الإستيعاب) (1 / 532).
وأما حديث أنس أن زيد بن ثابت أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني من الأنصار. فصحيح. وكان زيد يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، وغيره - وقال أبو عمر: كان عثمان يحب زيد بن ثابت، وكان زيد عثمانيا ولم يكن فيمن شهد شيئا من مشاهد علي مع الأنصار، وكان مع ذلك يفضل عليا ويظهر حبه.
وفي (الإصابة) (1 / 543) برقم / 2880 - روى عن جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة وأبو سعيد وابن عمر وأنس وسهل بن سعد وسهل بن حنيف، ومن التابعين:
سعيد بن المسيب ووالداه خارجة وسليمان والقاسم بن محمد وسليمان بن يسار و القاسم بن حسان وغيرهم. و (تهذيب التهذيب) (3 / 399) برقم / 731، وفي (مسند أحمد) (5 / 181 - 192) ثمانية وتسعون حديثا.
ومن أحاديثه: ما رواه الحافظ ابن أبي شيبة في (المصنف) (11 / 452) ح / 11725 وأحمد في (المسند) (5 / 181، 189) وابن أبي عاصم في (كتاب السنة) (1 / 336) ح / 754، و (2 / 728) ح / 1548 - وعبد بن حميد في (المنتخب من المسند) (ص / 107) ح / 240)، والطبراني في (المعجم الكبير) (5 / 153، 154) ح / 23 - 22 - 4921 وغيرهم.
وقال ابن أبي شيبة: حدثنا عمر بن سعد أبو داود الحفري، عن شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني تارك فيكم الخليفتين من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض).
وقال المحقق الألباني: والحديث صحيح: وإسناده ضعيف لسوء حفظ شريك والقاسم بن حسان مجهول الحال، وإنما صححته لأن له شواهد تقويه.
والمراد بالعترة: أهل البيت كافة وهم أعلم الناس بسنته، فكأنه قال: عليكم بالكتاب والسنة.
هذا حديث صحيح، بل هو المتواتر وفي هذا الباب عن علي بن أبي طالب وأبي الطفيل وأبي سعيد الخدري، وزيد بن أرقم وجابر بن عبد الله وحذيفة بن أسيد وجبير بن مطعم وعبد الرحمن بن عوف وابن عمر.
وقال علامة الهند الشاه عبد العزيز الدهلوي في (تحفة الاثني عشرية) ص / 130:
(هذا الحديث ثابت عند الفريقين أهل السنة والشيعة، وقد علم منه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا في المقدمات الدينية والأحكام الشريعة بالتمسك بهذين العظيمي القدر والرجوع إليهما في كل أمر فمن كان مذهبه مخالفا لهما في الأمور الشريعة اعتقادا وعملا فهو ضال، و مذهبه باطل وفاسد لا يعبأ به).