الإكمال في أسماء الرجال - الخطيب التبريزي - الصفحة ٨٠
في (العقد الفريد) (5 / 108) بمعناه. لما مات الحسن بن علي رضي الله عنهما حج معاوية فدخل المدينة وأراد أن يلعن عليا كرم الله وجهه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: أن ههنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا فأبعث إليه وخذ رأيه، فأرسل إليه وذكر له ذلك فقال:
إن فعلت هذا لأخرجن من المسجد ثم لا أعود إليه، فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد، فلما مات سعد لعنه على المنبر، وكتب إلى عماله أن يلعنوه على المنابر ففعلوا، فكتبت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم إلى معاوية: إنكم تلعنون الله ورسوله على منابركم وذلك أنكم تلعنون علي ابن أبي طالب ومن أحبه، وأنا أشهد أن الله أحبه ورسوله، فلم يلتفت إلى كلامها.
وقد أخرج الحافظ أبو يعلى الموصلي في (المسند) (1 / 363) ح / 733 وابن أبي عاصم في (السنة) (2 / 604) ح / 1353 - وقال ابن أبي عاصم: حدثنا أبو بكر بن خالد بن عرفطة، قال: أتيت سعد بن مالك بالمدينة فقال لي: أنكم تسبون عليا، قال: قلت: قد فعلنا، قال:
لعلك قد سببته؟ فقلت: معاذ الله - قال: فلا تسبه.
(فلو وضع المنشار على مفرق رأسي ما سببته أبدا بعد ما سمعت من رسول الله ما سمعت).
وفي هذا الباب عن أم سلمة وسعد بن أبي وقاص وغيرهما أخبار كثيرة.
ومن حديثه أيضا: ما رواه أحمد (1 / 175) والنسائي في (السنن الكبرى) (5 / 118) ح / 25 - 8424 - وابن أبي عاصم في (السنة) (2 / 609) ح / 1384 - وقال ابن أبي عاصم: ثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، حدثنا فطر، عن عبد الله بن شريك، عن عبد الله بن الأرقم قال: أتينا المدينة أنا وأناس من أهل الكوفة فلقينا سعد بن أبي وقاص فقال: لا أزال أحبه (يعني عليا) بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر بالبراءة، ثم بعث عليا فأخذها منه فرجع أبو بكر كاتبا فقال:
يا رسول الله! فقال: (لا يؤدي عني إلا رجل مني) قال: وسدت أبواب الناس التي كانت تلي المسجد غير باب علي، فقال العباس: يا رسول الله! سددت أبوابنا وتركت باب علي وهو أحدثنا، فقال: (إني لم أسكنكم ولا سددت أبوابكم ولكني أمرت بذلك)، وقال في غزوة تبوك: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنك لست بنبي).
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»