الإكمال في أسماء الرجال - الخطيب التبريزي - الصفحة ٧٩
(تكملة ترجمة سعد بن أبي وقاص) سهمه واجب دعوته). وجمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم وللزبير أبويه، فقال لكل واحد منهما: (ارم فداك أبي وأمي).
ولم يقل ذلك لأحد غيرهما، وكان قصيرا غليظا آدم أشعر الجسد، مات في قصرة بالعتيق قريبا من المدينة فحمل على رقاب الرجال إلى المدينة وصلى عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ والي المدينة ودفن بالبقيع سنة خمس وخمسين، وله بضع وسبعون سنة، وهو آخر العشرة موتا.
ولاه عمر وعثمان الكوفة. روى عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين.
أنس بن مالك وابن عباس وأبو الحمراء وأبو سعيد الخدري وجابر بن عبد الله و عنه أيضا: أخرجه مسلم (2 / 278) والترمذي (4 / 330) والنسائي في (السنن الكبرى) (5 / 108) ح 8398 - وأحمد (1 / 185) - والحاكم (3 / 150) - كلهم عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال:
(اللهم هؤلاء أهلي) وقال الحاكم والذهبي: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين - وقد أخرج ابن أبي عاصم في (السنة) (2 / 605) ح / 1359 و (2 / 607) ح / 1376 - وابن ماجة (1 / 45) ح / 121.
وقال ابن أبي عاصم - ثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الله بن داود، ثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، عن جده قال: ذكر بريدة أن معاوية لما قدم نزل بذي طوى فجاء سعد فأقعده على سريره فقال سعد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كنت مولاه فعلي مولاه) والحديث متواتر.
وقال الحسن بن عرفة العبدي، ثنا محمد بن حازم أبو معاوية الضرير عن موسى بن مسلم الشيباني، عن عبد الرحمن بن سابط، عن سعد بن أبي وقاص قال: قدم معاوية في بعض حجاته فآتاه سعد بن أبي وقاص فذكروا عليا فقال سعد: له ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا (وما) فيها. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من كنت مولاه فعلي مولاه) وسمعته يقول:
(أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) وسمعته يقول:
(لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله).
قال ابن كثير في (تاريخه) (7 / 353) وإسناده حسن.
وقال أبو زرعة الدمشقي، ثنا أحمد بن خالد الذهبي أبو سعيد، ثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن أبيه، قال: لما حج معاوية أخذ بيده سعد بن أبي وقاص فقال: يا أبا إسحاق! إنا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسى بعض سننه فطف نطف بطوافك، قال: فلما فرغ أدخله دار الندوة فأجلسه معه على سريره ثم ذكر علي بن أبي طالب فوقع فيه فقال:
(أدخلتني دارك وأجلستني على سريرك ثم وقعت في علي تشتمه؟ والله لأن يكون في إحدى خلاله الثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون لي ما قال له حين غزا تبوكا (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا لا نبي بعدي) لأحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون لي ما قال له يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار) أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولأن أكون صهره على ابنته ولي منها من الولد ما له، أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، لا أدخل عليك دارا بعد هذا اليوم، ثم نفض رداءه ثم خرج. إسناده حسن لعنعنة ابن إسحاق - وقد رواه ابن عبد ربه
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»