كأن يقال إنها مستعملة فيما له شأنية الالية مع إعداده لذلك أو بدونه.
وقد جعل بعض المتأخرين للمدار في صدق أسماء الآلة حقيقة على شأنية الالية مع الاعداد لها بمعنى انه جعل معناها المتلبس بشأنية كونه آلة لإيجاد المبدأ مع كونه معدا للالية فيعتبر في صدقها حقيقة على ما أطلقت عليه من تحقق هذين الشأنية والاعداد فيه حال النسبة وعلى هذا فإطلاقها على هذا الوجه ليس من وجوه التصرف فيها وانما يكون من ذلك بناء على ما اخترنا من أن المعتبر فيها التلبس بالالية فعلا.
لكن هذا القول ليس بجيد كما لا يخفى إذا ليس المتبادر من نفس تلك الهيئات عرفا مع قطع النظر عن خصوص بعض الموارد الا المتلبس ب آلية إيجاد المبدأ حال النسبة، فيكشف ذلك ان المعتبر في وضعها لغة ذلك فحينئذ لو كان مفاد تلك الهيئات في بعض الموارد غير منطبق على ذلك، فهو أما لأجل قرينة متحققة في خصوص الموارد وأما لأجل حدوث نقل ووضع طار بسبب غلبة استعمال العرف لها في الموارد الخاص في المعنى المخالف لما ذكرنا كما هو ليس ببعيد فيها بالنسبة إلى حالة الوزن والثقل والثقب والنشر كالميزان والمثقال والمثقب والمنشار فان المتبادر منها عرفا هو ما يصلح لالية إيجاد هذه المبادئ مع كونه معدا لذلك وان لم يتلبس بالالية فعلا والكاشف عن كون هذا التبادر من نفس اللفظ عدم صحة سلب تلك الألفاظ عما له شأنية الالية مع إعداده لها وان لم يكن متلبسا بها حال النسبة وصحة سلبها عما له شأنية ذلك مع عدم إعداده له بل الظاهر منها كما يظهر للمتأمل هي الذوات المعدة لما ذكر من دون التفات إلى عنوان كونها آلات فان المتبادر منها ما يعبر عنه بالفارسية (بترازو ومته وأره) فمن على هذا كالأسماء الجوامد الموضوعة للذوات فيخرج عن كونها أوصافا بالمرة فان الدال حينئذ هو أمر واحد و