الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ١١٢
أراك يا سمرة إلا مضارا اذهب يا فلان فاقلعها وارم بها وجهه وقد نقل تواتر الاخبار بنفي الضرر عن فخر المحققين قدس سره ومع استفاضتها وعمل المشهور بها وتوثيق بعضها وادعاء تواترها المعنوي عن مثل الفخر لا وجه للخدشة في سندها للاطمئنان أو القطع بصدور نفي الضرر عن النبي صلى الله عليه وآله وأما الكلام في معناه فيقع في جهتين الجهة الأولى في معنى الضرر والضرار الثانية في معنى الواقع فيه أما الأولى فالضرر معناه واضح عرفا ولغة والنبي صلى الله عليه وآله لم يتكلم إلا بما يعرفه أهل العرف واللغة وأما الضرار فقد يقال إنه بمعنى الجزاء على الضرر وفيه أنه لا يطلق على الجزاء الضرار الذي هو المصدر من باب المفاعلة مع أنه ليس بمنفي شرعا وقد يقال إنه بمعنى المضارة بين الاثنين كما هو مقتضى الأصل في باب المفاعلة ولكن الظاهر من قوله في الرواية الأخرى إنك رجل مضار أن المقصود ليس المضارة بمعنى المفاعلة فالظاهر أنه بمعنى الضرر جي به تأكيدا ولو فرض أنه بمعنى المضارة التي نقع بين الاثنين فلا يفيد أيضا معنى زائدا عن نفي الضرر عن كل منهما وهو مستفاد من معنى نفي الضرر أيضا والله العالم ثم إنه يقع البحث أيضا في مقامات الأول في معنى نفي الضرر مع أنه ليس بمنفي حقيقة فمنهم من قال إن المراد نفي الحكم الضرري ومنهم
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»