نهاية الأفكار - تقرير بحث آقا ضياء ، للبروجردي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٣
الصوم فيندرج بذلك في عموم اخبار من بلغ كما لو قام خبر ضعيف على استحباب ترك شئ أو وجوبه (ولكنه) خارج عن مفروض الكلام كما هو ظاهر (ثم إن هذا كله) بناء على استفادة الاستحباب النفسي أو الطريقي من الاخبار (واما بناء) على الارشاد والانقياد فيتعدى إلى المحرمات والمكروهات بلا كلام، فان حسن الانقياد لا يختص بالواجبات والمستحبات بل يعمهما والمحرمات و المكروهات أيضا.
(الثالث) لا يخفى ان الظاهر من الاخبار بناء على الاستحباب النفسي أو الطريقي انما هو استحباب الشئ على النحو الذي دل عليه الخبر الضعيف من كونه نفسيا استقلاليا، أو جز واجبيا أو مستحبيا لأمر واجب أو مستحب، أو شرطا كذلك (فلا بد) حينئذ من ملاحظة الخبر القائم على الوجوب أو الاستحباب، فإذا كان مفاده هو جزئية الامر الكذائي وجوبا أو استحبابا لأمر واجب أو مستحب، أو شرطيته له، فيحكم باستحبابه وصيرورته من الأجزاء المستحبة للمركب (ولازمه) جواز ترتيب ما لذلك المركب عليه من اللوازم والآثار الخاصة، ومن ذلك غسل مسترسل اللحية في الوضوء (فإذا) قام خبر ضعيف على وجوب غسله أو استحبابه، يحكم عليه بكونه من الأجزاء المستحبة فيترتب عليه جواز المسح ببلته كبلة بقية الأجزاء فلا يفرق في هذا الحكم بين بلة الحاجبين وبين بلة المسترسل من اللحية (نعم) لو كان مفاد الجز الضعيف مجرد استحباب غسل المسترسل من اللحية نفسيا من دون ان يقتضى جزئيته أو كان مفاد تلك الأخبار إثبات الاستحباب النفسي لما بلغ عليه الثواب لا على النحو الذي دل عليه الخبر الضيف (لا شكل) الاكتفاء ببلته في المسح، لان المقدار الثابت من المسح بالبلة انما هو المسح ببلة الوضوء لا مطلقا (واما بناء على الارشاد) كما استفدناه فلا إشكال في عدم جواز المسح ببلته لما عرفت من لزوم كون المسح ببلة الوضوء ولم يثبت كونها بلته (الرابع) لا إشكال في أنه يعتبر في صدق البلوغ ظهور اللفظ في المعنى المراد والا فلا يصدق عنوان البلوغ (وعليه) فيعتبر في صدق البلوغ عدم اتصال الكلام بما يوجب سلب ظهوره من القرائن الحافة (نعم) على الانقياد
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»