معجزة القرآن - الشيخ متولي الشعراوي - الصفحة ٦٢
كان هناك انعزال... وكان هذا الانعزال يجعل الداءات مختلفة.. ويتم ارسال الرسل إلى كل مجتمع لتذكير أهله..
ولكن الان وبعد أن التقى العالم وارتقى.. توحدت الداءات.. أو أصبحت كلها حول دائرة واحدة... يحدث شئ في أمريكا فيصبح عندك بعد ساعة واحدة.. تكاد تكون هناك وحدة الآفات في العالم كله.. آفة البشرية واحدة في البلاد المتقدمة.. وفي البلاد غير المتقدمة.. لأنه حدث النقاء بشري.. وعندما يحدث الحادث يعرفه العالم كله بعد دقائق..
ما دامت الآفات قد توحدت نتيجة للاتصال البشري الكبير الذي تم.. فلابد من وحدة المعالجة.. وهكذا أنبأنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم منذ وقت نزوله.. ان العالم سيتقدم ليصبح وحدة واحدة.. وان الآفات في العالم تكاد نتوحد نتيجة الاتصال السريع بين أجزائه.. ولذلك لابد من وحدة المعالجة.. فأرسل هذا الدين رحمة للعالمين .. وهذا معنى كلمة رحمة للعالمين.. أي للعالم كله الذي يستوحد داءاته وآفاته.. ولابد أن يكون المعالج واحد يشمل الجميع.
وما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين..
فمعنى ذلك أن الدين الذي سيأتي به سيعالج آفات العالم..
وانه سيكون رحمة للعالمين في كل زمن حتى تقوم الساعة..
معنى الشفاء ومعنى الرحمة ومعنى هذه الآية الكريمة.. انه لا توجد قضية في العالم تمس حياة البشرية.. الا وموجودة في منهج الله ما يعالج
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»