معجزة القرآن - الشيخ متولي الشعراوي - الصفحة ٦١
(وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) ثم يقول الله (للناس كافة).. رسالة النبي صلى الله عليه وسلم أخذت هنا عمومية.. عمومية المكان.. ثم يقول الله سبحانه وتعالى خاتم النبيين.. اذن أخذت الرسالة هنا عمومية الزمان أيضا.. أخذت عمومية للزمان والمكان.. ولذلك يجب أن يأتي التشريع لكل زمان.. وكل مكان..
ولكن لماذا جاءت الرسالة.. رسالة النبي صلى الله عليه وسلم.. لها عمومية المكان.. وعمومية الزمان..
هذا أيضا من اعجاز القرآن.. ذلك أن الله سبحانه وتعالى في علمه ان آفات البشرية كلها ستصبح آفات واحدة..
ذلك أن العالم كلما تقدم وازداد اتصاله.. توحدت الآفات التي يشكو منها.. فقبل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم.. كان هناك انعزال في الدنيا.. لا توجد اتصالات بين المجتمعات البشرية.. وكان كل مجتمع بشري يعيش وينتهي.. دون أن يدرى مجتمع بشري آخر في مكان بعيد عنه.. ذلك أن الاتصالات بين المجتمعات البشرية المختلفة .. كانت شبه معدومة لبعد المسافة.. وضعف وسائل المواصلات أو انعدامها.. وعدم تقدم العلم الذي يمكن البشر من الاتصالات ببعضهم البعض في أوقات قصيرة.. ومن هنا كان لكل مجتمع آفاته الخاصة.. وأمراضه.. وانحرافاته .. وغفلته عن الدين.. وكانت الرسل تأتى إلى هذه المجتمعات. لتذكر بمنهج الله ولكنها كانت ترسل إلى مجتمع بعينه كعاد وثمود وآل لوط وغيرهم.. بل كما قلت في أحيان كان يرسل الله سبحانه وتعالى أكثر من رسول في نفس الوقت.. هذا ليعالج آفات مجتمع.. وهذا ليعالج مجتمعا آخر.. كما حدث مع لوط وإبراهيم مثلا..
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»