معجزة القرآن - الشيخ متولي الشعراوي - الصفحة ٥٨
(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى).. اذن بعد أن خلق الله الانسان.. وعلمه وسيلة التعبير عما في نفسه لغيره..
جاء الدين أو المنهج.. هذا الدين هو لتنظيم حركة خلافة الانسان في الأرض.. والمفروض أن ينقل آدم الدين لأولاده بما علمه الله من لغة الكلام.. وأن يقوم الأبناء بدورهم بنقل الدين إلى أبنائهم وهكذا..
الا أن علم الدين يختلف عن كل العلوم الأخرى.. ذلك أن التعليم في النواحي الأخرى.. أو في العلوم الدنيوية..
كالكيمياء والطبيعة والهندسة وغيرها.. لا يقتضى من الانسان أن يغير سلوكه في الحياة.. على مقتضى ما علم..
بمعنى أنه يكفي أن يستوعب النظرية ويفهمها ويطبقها أما حياته فهو حر فيها.. يفعل ما يريده.. ولا يفعل ما يريد .. أي أنني لا أطلب منه شيئا يقيد حركته في الحياة..
ولكن عندما أعلمه الدين.. فأنا أعلمه شيئا يؤثر في سلوكه وحياته.. وأقول له: افعل هذا ولا تفعل هذا.. وتأتي كلمة لا تفعل لتتصادم مع هوى النفس وشهواتها.. اذن مهمة العلوم الأخرى هي نقل المعلوم إلى المتعلم.. وأطالب الانسان بأن يصوغ حركته في الحياة وفق ما قرره الله من افعل ولا تفعل.. ولذلك عندما يقال أن علم الدين قد فشل..
فليس معنى ذلك أن الناس لا تعرف أحكام الدين.. ولكن معناه أنها لا تطبق هذه الأحكام.
ونظرا لان الدين يتدخل في حركة الحياة لينظمها بأفعل ولا تفعل.. والنفس دائما لا تتقبل ما يقيد هواها وشهواتها .. فيبدأ الأبناء الذين سمعوا من آدم ومن بعدهم من ذريتهم
(٥٨)
مفاتيح البحث: الضلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»