معجزة القرآن - الشيخ متولي الشعراوي - الصفحة ٦٧
ليلة القدر (ليلة القدر هي الليلة التي نزل فيها القرآن..
والقرآن أزلي لأنه صفة من الله سبحانه وتعالى..
ولذلك فان القرآن نزل في هذه الليلة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ليباشر مهمته بافعل ولا تفعل..) ولو أخذنا اختلاف السنة القمرية عن السنة الشمسية لوجدنا أن ليلة القدر.. جاءت في كل يوم من أيام السنة..
فرمضان يأتي في الربيع والخريف والصيف والشتاء.. أي أنه يدور في العام كله.. في كل فصل من فصوله.. ما من شهر من شهور السنة الشمسية الا وشهد رمضان أو جزءا من رمضان.. ومع طول الزمن نجد أن ليلة القدر هي الأخرى قد مرت في العام كله.. في كل يوم من أيامه..
واختيار الليل هنا لأنه الوقت الذي تكون فيه العبادة لله وحده.. فيه صفاء وهدوء.. وفيه صدق التعبير..
فالذي يرائي بعبادة الله لا يمكن أن يقوم الليل.. والذي يراد أن يقال عنه أنه رجل صالح.. رياء أو نفاقا لا يمكن أن يقوم الليل.. ولكن الذي يقوم الليل هو الخاشع لله سبحانه وتعالى المؤمن به. وعندما يختار الله وقتا من الأوقات..
أو مكانا من الأمكنة أو شخصا من الأشخاص لينعم عليه بما شاء.. ويصطفيه لرسالته أو لابلاغ خلقه منهجه..
فهذا الاختيار هو خير للبشرية كلها.. فاختيار مكة مثلا مكانا لبيت الله الحرام هو في نفس الوقت تكريم للعالم كله .. فالناس من جميع أنحاء العالم تذهب هناك لتحج وتؤدى المناسك وتتوب إلى الله وتستغفره وتعود إلى بلادها مغفورة
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»