معجزة القرآن - الشيخ متولي الشعراوي - الصفحة ٦٣
هذه القضية.. نحن نقول يعالج.. لان التشريعات عندما تأتي تعالج واقعا موجودا في المجتمع.. وفسادا انتشر..
ولذلك فهي تعالجه لتشفي الناس منه.. وبعد ذلك عندما نتبع تعاليم الله.. لا يأتي لنا الفساد.. ولا الآفات.. ولا أمراض المجتمع.. وفي هذه الحالة يكون هذا الدين وقاية لنا من آفات المجتمع وانحرافاته.. ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن.. (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة) شفاء معناها أنه سيعالج الانحرافات والفساد الموجود في المجتمع.. ورحمة معناها انه يمنع أن تأتي هذه الداءات إلى المجتمع.. وذلك عين الرحمة..
رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء للعالمين عموما..
زمانا ومكانا.. بمبادئ.. هذه المبادئ رحمة.. ومعنى الرحمة اننا لو اتبعناها.. لن يقع فساد في المجتمع..
يضطرنا أن نعالج.. وعندما نغفل عن هذه المبادئ..
يوجد لهذه الغفلة آثار ضارة في المجتمع.. نبدأ في التفكير في العلاج.. فنكتشف اننا تركنا مبدأ كذا ومبدأ كذا..
مما أمر به الله.. فيبدأ العلاج بمنهج الله..
اذن فقول الله (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين)..
معناه انك جئت بمنهج من عندنا تبلغه للناس.. لو أنهم اتبعوا هذا المنهج.. لعمتهم الرحمة بحيث لا يوجد شقاء انساني في المجتمع ولا فساد..
والدين ليس موضوعه الآخرة فقط.. بل هو ينظم حركة الانسان في الدنيا.. ينظم حركة حياته.. أما الآخرة ففيها الجزاء.. الجزاء على اتباعك المنهج.. أما ما أمر به الله.. أو عدم اتباعك له.. تطبيق الدين.. وتعاليم الدين
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»