السحاب) تحسبها معناه كان ذلك حسبان وليس حقيقة..
لان هذه الجبال التي تراها امامك جامدة ثابتة لا تتحرك هي ليست كذلك.. فإن الله يريد أن يقول لنا أن هذه الجبال الراسخة أوتاد الأرض التي تبدو امامك جامدة ثابتة صلبة لا تستطيع أن تفتتها أنت ولا تزيلها.. هذه الجبال الرهيبة تمر امامك مر السحاب وأنت لا تدرى.. ثم عندما تتعجب وتقول وأنت تسمع هذه الآية كيف تمر هذه الجبال مر السحاب.. وهي ثابتة أمامي هكذا لا تتحرك من مكانها .. يقول لك الله سبحانه وتعالى.. لا تتعجب.. صنع الله الذي أتقن كل شئ.. فان قال قائل ان هذا يحدث في الآخرة.. فإننا نقول له أن الأرض لن تكون نفس الأرض..
وان الجبال ستمور.. مصداقا لقوله تعالى يوم تبدل الأرض غير الأرض إلى آخر الآية الكريمة.. ثم هل يكون في الآخرة حسبان.. أبدا.. الآخرة نرى فيها الحقائق..
نرى فيها كل شئ عين اليقين.. ونعرف كل شئ على حقيقته.. الجنة والنار. والثواب والحساب وكل شئ..
اذن فقول الله سبحانه وتعالى (تحسبها جامدة)..
معناه.. انك وأنت امام هذه الجبال وأهم.. لأنك تظن أنها جامدة وهي تمر مر السحاب.
ثم يأتي بعد ذلك استخدام الله سبحانه وتعالى كلمة مر السحاب.. وكما قلت إن اختيار الألفاظ في القرآن دقيق جدا.
مر السحاب. لماذا لم يقل الله سبحانه وتعالى مثلا مر الرياح.. أو مر العواصف.. أو مر الأمواج.. أو أي لفظ آخر.. لان السحاب لا يتحرك بنفسه.. بل تدفعه