لا يرى شئ أولى منه، ولا يتوهم في صورة العقل أمر أليق به منه، مودعا أخبار القرون الأولى الماضية، وما نزل من مثلات الله بمن مضى، وعائد منهم منبئا عن الكوائن المستقبلة والأعصار الآتية من ذلك، جامعا في ذلك بين الحجة والمحتج له، والدليل والمدلول عليه ليكون ذلك أكد اللزوم ما دعا إليه وأنبأ عن وجوب ما أمر به ونهى عنه.
وقال بعض العلماء عن مضمون القرآن أنه اشتمل على أنواع من الأعمال كلف الله بها عبادة للقيام بأدائها وهي:
أولا: معاملة بين الله والعبد وهي العبادات التي لا تصح إلا بالنية، ومنها عبادات محضة وهي الصلاة والصوم، وعبادة مالية اجتماعية وهي الزكاة، وعبادة بدنية اجتماعية وهي الحج وقد اعتبرت هذه العبادات بعد الايمان أساس الاسلام.
ثانيا: معاملة بين العباد بعضهم مع بعض وهي أقسام منها:
(ا) مشروعات لتأمين الدعوة بالجهاد بالنفس والمال في سبيل الله.
(ب) مشروعات للأسرة وهي ما يتعلق بالزواج والطلاق والمواريث.
(ج) مشروعات لبيان المعاملة بين الناس من بيع وإجارة وهي بالمعاملات.
(د) مشروعات لبيان العقوبات على الجرائم وهي القصاص والحدود.
وقد عرف الأستاذ فريد وجدي مقاصد القرآن بقوله: (القرآن وحى إلهي نزل به الروح الأمين جبريل على قلب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون للعاملين نذيرا وبشيرا، وعقيدتنا معشر المسلمين أنه الكتاب الجامع لأشتات الحكم ومتفرقات الأصول، وأنه فيه خلاصة سائر الكتب السماوية المتقدمة وأنه