أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ١١٩
ومعنى هادوا: أي رجعوا بالتوبة إلى الله من عبادة العجل.
ومنه قوله تعالى: * (إنا هدنآ إليك) *، وكان رجوعهم عن عبادة العجل بالتوبة النصوح: حيث سلموا أنفسهم للقتل توبة وإنابة إلى الله كما بينه بقوله: * (فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم) * إلى قوله * (فتاب عليكم) *.
وقوله: * (إن زعمتم أنكم أوليآء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين) *.
قال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في: * (إن زعمتم أنكم أوليآء لله) * أي إن كنتم صادقين في زعمكم أنكم أولياء لله، وأبناء الله وأحباؤه دون غيركم من الناس، فتمنوا الموت لأن ولي الله حقا يتمنى لقاءه، والإسراع إلى ما أعد له من النعيم المقيم ا ه.
وفي قوله رحمة الله تعالى علينا وعليه. إشارة إلى بيان زعمهم المجمل في الآية وهو ما بينه تعالى بقوله عنهم وعن النصارى معهم: * (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه) *.
وقد رد زعمهم عليهم بقوله تعالى: * (قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق) *.
ومثل هذه الآية إن زعمتم قوله تعالى: * (قل إن كانت لكم الدار الا خرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين) *.
وقال الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه: وقيل المراد بالتمني المباهلة، والمراد من الآية إظهار كذب اليهود في دعواهم أنهم أولياء الله.
وقوله: * (إن زعمتم) * مع قوله: * (إن كنتم) * شرطان يترتب الأخذ منهما على الأول أي فتمنوا الموت، إن زعمتم، إن صدقتم في زعمكم، ونظيره من كلام العرب قول الشاعر: إن كنتم) * شرطان يترتب الأخذ منهما على الأول أي فتمنوا الموت، إن زعمتم، إن صدقتم في زعمكم، ونظيره من كلام العرب قول الشاعر:
* إن تستغيثوا إن تذعروا تجدوا * منا معاقل عز زانها كرم * ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم) *.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»