أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ١١٤
* بها تملك الأخرى فإن أنا بعتها * بشيء من الدنيا فذاك هو الغبن * * لئن ذهبت نفسي بدنيا أصيبها * لقد ذهبت نفسي وقد ذهب الثمن * فالتجارة هنا معاملة مع الله إيمانا بالله وبرسوله وجهاد بالمال والنفس، والعمل الصالح، كما قيل أيضا: والعمل الصالح، كما قيل أيضا:
* فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا * فإنما الربح والخسران في العمل * وفي آية * (إن الله اشترى) * تقديم بشرى خفية لطيفة بالنصر لمن جاهد في سبيل الله وهي تقديم قوله: * (فيقتلون) * بالبناء للفاعل أي فيقتلون عدوهم * (ويقتلون) * بالبناء للمجهول، لأن التقديم هنا يشعر بأنهم يقتلون العدو قبل أن يقتلهم ويصيبون منه قبل أن يصيب منهم، ومثل هذا يكون في موقف القوة والنصر، والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى: * (ياأيها الذين ءامنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين) *. في هذه الآية أيضا إشعار المسلمين بالنصر في قوله تعالى: * (فأيدنا الذين ءامنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين) * ولكن لم يبين فيها هل كانوا أنصار الله كما كان الحواريون أنصار الله أم لا؟
وقد جاء ما يدل على أنهم بالفعل أنصار الله كما تقدم في سورة الحشر في قوله تعالى: * (للفقرآء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله) *. وكذلك الأنصار في قوله تعالى: * (والسابقون الا ولون من المهاجرين والأنصار) * وكقوله تعالى: * (محمد رسول الله والذين معه أشدآء على الكفار رحمآء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا) * فأشداء على الكفار هو معنى ينصرون الله ورسوله، ثم جاء المثل المضروب لهم بالتآزر والتعاون في قوله تعالى: * (ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) * فسماهم أنصارا، وبين نصرتهم سواء من المهاجرين والأنصار رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. والعلم عند الله تعالى.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»