أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٨ - الصفحة ١١٢
فسرت التجارة بقوله تعالى: * (تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) *.
التجارة: هي التصرف في رأس المال طلبا للربح كما قال تعالى:
* (إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم) *.
وقال تعالى: * (وتجارة تخشون كسادها) *.
والتجارة هنا فسرت بالإيمان بالله ورسوله، وبذل المال والنفس في سبيل الله، فما هي المعارضة الموجودة في تلك التجارة الهامة، بينها تعالى في قوله تعالى: * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرءان ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم به وذالك هو الفوز العظيم) *، فهنا مبايعة، وهنا بشرى وهنا فوز عظيم.
وكذلك في هذه الآية: * (يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الا نهار ومساكن طيبة فى جنات عدن ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب) *.
وقد دل القرآن على أنه من فاتته هذه الصفقة الرابحة فهو لا محالة خاسر، كما في قوله تعالى: * (أولائك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين) *.
حقيقة هذه التجارة أن رأس مال الإنسان حياته ومنتهاه مماته.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: (كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) والعرب تعرف هذا البيع في المبادلة كما قول الشاعر:: (كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) والعرب تعرف هذا البيع في المبادلة كما قول الشاعر:
* فإن تزعميني كنت أجهل فيكم * فإن شربت الحلم بعدك بالجهل * وقول الآخر: وقول الآخر:
* بدلت بالجمة رأسا أزعرا * وبالثنايا الواضحات الدردرا * فأطلق الشراء على الاستبدال.
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»