أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ٦٨
تعالى: * (وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا) * وفي سورة المؤمن في الكلام على قوله تعالى: * (وأنذرهم يوم الا زفة) *. قوله تعالى: * (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين ءامنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق) *. ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة ثلاث مسائل:
الأولى: أن الكفار الذين لا يؤمنون بالساعة، يستعجلون بها أي يطلبون تعجيلها عليهم، لشدة إنكارهم لها.
والثانية: أن المؤمنين مشفقون منها، أي خائفون منها.
والثالثة: أنهم يعلمون أنها الحق، أي أن قيامها ووقوعها حق لا شك فيه.
وكل هذه المسائل الثلاث المذكورة في هذه الآية الكريمة جاءت موضحة في غير هذا الموضع.
أما استعجالهم لها فقد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الرعد في الكلام على قوله تعالى * (ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات) * وفي غير ذلك من المواضع. وأما المسألة الثانية: التي هي إشفاق المؤمنين وخوفهم من الساعة، فقد ذكره في مواضع أخر كقوله تعالى * (الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون) * وقوله تعالى * (يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والا بصار) * وقوله تعالى * (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا) *. وأما المسألة الثالثة: وهي علمهم أن الساعة حق، فقد دلت عليه الآيات المصرحة بأنها لا ريب فيها، لأنها تتضمن نفي الريب فيها من المؤمنين.
والريب: الشك كقوله تعالى عن الراسخين في العلم: * (ربنآ إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه) *. وقوله تعالى * (الله لا إلاه إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه) *: وقوله تعالى * (فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه) *. وقوله تعالى: * (وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه) *. وقوله تعالى
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»