الذين اتقوا والذين هم محسنون) *. قوله تعالى: * (هو الذى ينزل على عبده ءايات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي ينزل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم آيات بينات، أي واضحات، وهي هذا القرآن العظيم، ليخرج الناس بهذا القرآن العظيم المعبر عنه بالآيات البينات من الظلمات، أي من ظلمات الكفر والمعاصي إلى نور التوحيد والهدى، وهذا المعنى الذي تضمنته هذه الآية الكريمة جاء مبينا في قوله تعالى في الطلاق: * (فاتقوا الله ياأولى الألباب الذين ءامنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم ءايات الله مبينات ليخرج الذين ءامنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور) * وآية الطلاق هذه بينت أن آية الحديد من العام المخصوص، وأنه لا يخرج بهذا القرآن العظيم من الظلمات إلى النور إلا من وفقهم الله للإيمان والعمل الصالح، فقوله في الحديد: * (ليخرجكم من الظلمات) * أي بشرط الإيمان والعمل الصالح بدليل قوله: * (ليخرج الذين ءامنوا وعملوا الصالحات من الظلمات) *،.
فالدعوة إلى الإيمان بالقرآن والخروج بنوره من ظلمات الكفر عامة، ولكن التوفيق إلى الخروج به من الظلمات إلى النور خاص بمن وفقهم الله، كما دلت عليه آيات الطلاق المذكورة والله جل وعلا يقول: * (والله يدعو إلى دار السلام ويهدى من يشآء إلى صراط مستقيم) *.
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون القرآن نورا يخرج الله به المؤمنين من الظلمات إلى النور، جاء موضحا في آيات من كتاب الله كقوله تعالى: * (ياأيها الناس قد جآءكم برهان من ربكم وأنزلنآ إليكم نورا مبينا) * وقوله تعالى: * (قد جآءكم من الله نور وكتاب مبين يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) * وقوله تعالى: * (فأامنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا) * وقوله تعالى: * (فالذين ءامنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولائك هم المفلحون) * وقوله تعالى: * (ولاكن جعلناه نورا نهدى به من نشآء من عبادنا) *.