ومأواهم جهنم) *. وقوله تعالى * (وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون) * وقوله تعالى * (اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم سآء ما كانوا يعملون) *.
وأما صدهم من أطاعهم عن سبيل الله فقد بينه الله في آيات من كتابه كقوله تعالى * (قد يعلم الله المعوقين منكم والقآئلين لإخوانهم هلم إلينا) *، وقوله تعالى * (ياأيها الذين ءامنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا فى الا رض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا) *، وقوله تعالى: * (الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا) *، وقوله تعالى: * (وإن منكم لمن ليبطئن) *.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة * (فلهم عذاب مهين) *، أي لأجل نفاقهم، كما قال تعالى * (إن المنافقين فى الدرك الا سفل من النار) *.
* (لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولائك أصحاب النار هم فيها خالدون * يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شىء ألا إنهم هم الكاذبون * استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولائك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون * إن الذين يحآدون الله ورسوله أولائك فى الا ذلين * كتب الله لاغلبن أنا ورسلى إن الله قوى عزيز * لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الا خر يوآدون من حآد الله ورسوله ولو كانوا ءابآءهم أو أبنآءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولائك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الا نهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أولائك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) * قوله تعالى: * (لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة الكهف في الكلام على قوله تعالى: * (ودخل جنته وهو ظالم لنفسه) * إلى قوله * (خيرا منها منقلبا) *. قوله تعالى: * (استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله) *. ما تضمنته هذه الآية الكريمة من إسناد إنساء ذكر الله إلى الشيطان، ذكره تعالى في غير هذا الموضع كقوله تعالى: * (وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) *، وقوله تعالى * (فأنساه الشيطان ذكر ربه) *، وفي معناه قول فتى موسى: * (ومآ أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره) *. قوله تعالى: * (إن الذين يحآدون الله ورسوله أولائك فى الا ذلين) *. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الذين يحادون الله ورسوله داخلون في جملة الأذلين، لا يوجد أحد أذل منهم وقوله: * (يحآدون الله ورسوله) * أي يعادون ويحالفون ويشاقون، وأصله مخالفة حدود الله التي حدها.
وقوله: * (فى الا ذلين) * أي الذين هم أعظم الناس ذلا. والذل: الصغار والهوان والحقارة.