السرر جمع سرير، وقد بين تعالى: أن سررهم مرفوعة في قوله: في الغاشية * (فيها سرر مرفوعة) * وقوله تعالى * (موضونة) * منسوجة بالذهب، وبعضهم يقول بقضبان الذهب مشبكة بالدر والياقوت، وكل نسج أحكم ودوخل بعضه في بعض، تسمية العرب وضنا، وتسمى المنسوج به موضونا ووضينا، ومنه الدرع الموضونة إذا أحكم نسجها ودوخل بعض حلقاتها في بعض.
ومنه قول الأعشى: ومنه قول الأعشى:
* ومن نسج داود موضونة * تساق مع الحي عيرا فعيرا * وقوله أيضا:
* وبيضاء كالنهى موضونة * لها قونس فوق جيب البدن * ومن هذا القبيل تسمية البطان الذي ينسج من السيور، مع إدخال بعضها في بعض وضينا.
ومنه قول الراجز: ومنه قول الراجز:
* ليك تعدو قلقا وضينها * معترضا في بطنها جنينها * وهذه السرر المزينة، هي المعبر عنها بالأرائك في قوله * (متكئين فيها على الا رآئك) * وقوله: * (هم وأزواجهم فى ظلال على الا رآئك متكئون) * وقوله في هذه الآية الكريمة * (متكئين) * حال من الضمير في قوله * (على سرر) * والتقدير: استقروا على سرر في حال كونهم متكئين عليها.
وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من كونهم على سرر متقابلين، أي ينظر بعضهم إلى وجه بعض، كلهم يقابل الآخر بوجهه، جاء موضحا في آيات أخر كقوله تعالى في الحجر * (ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين) * وقوله في الصافات * (أولائك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون فى جنات النعيم على سرر متقابلين) *.