محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، والساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.
وأن الله استوى على عرشه كما قال * (الرحمان على العرش استوى) * وأن له وجها كما قال: * (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) *. وأن له يدين بلا كيف كما قال * (خلقت بيدى) * وكما قال * (بل يداه مبسوطتان) *، وأن له عينان بلا كيف كما قال: * (تجرى بأعيننا) * ا ه. محل الغرض منه بلفظه.
وبه تعلم أن من يفتري على الأشعري أنه من المؤولين المدعين أن ظاهر آيات الصفات وأحاديثها لا يليق الله كاذب عليه كذبا شنيعا.
وقال الشيخ أبو الحسن الأشعري في كتاب الإبانة أيضا في إثبات الاستواء لله تعالى ما نصه:
إن قال قائل ما تقولون في الاستواء؟ قيل له نقول: إن الله عز وجل مستو على عرشه كما قال: * (الرحمان على العرش استوى) *. وقد قال الله عز وجل: * (إليه يصعد الكلم الطيب) * وقد قال: * (بل رفعه الله إليه) *. قال عز وجل * (يدبر الا مر من السمآء إلى الا رض ثم يعرج إليه) *. وقال حكاية عن فرعون: * (ياهامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الا سباب أسباب السماوات فأطلع إلى إلاه موسى وإنى لاظنه كاذبا) *.
فكذب فرعون نبي الله موسى عليه السلام في قوله: (إن الله عز وجل فوق السماوات). وقال عز وجل: * (أءمنتم من فى السمآء أن يخسف بكم الا رض) *.
فالسماوات فوقها العرش، فلما كان العرش فوق السماوات: قال * (أءمنتم من فى السمآء) * لأنه مستو على العرش الذي فوق السماوات، وكل ما علا فهو سماء، فالعرش أعلى السماوات. هذا لفظ أبي الحسن الأشعري رحمه الله في كتاب الإبانة المذكور.
وقد أطال رحمه الله في الكلام بذكر الأدلة القرآنية، في إثبات صفة الاستواء، وصفة العلو لله جل وعلا.
ومن جملة كلامه المشار إليه ما نصه: