أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٧ - الصفحة ١٩١
الكهف: * (ذلك جزآؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا ءاياتى ورسلى هزوا) * وقوله تعالى في الكهف أيضا: * (ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا ءاياتى وما أنذروا هزوا ومن أظلم ممن ذكر بأايات ربه فأعرض عنها ونسى ما قدمت يداه) *. وقوله تعالى في سورة الجاثية هذه: * (وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقآء يومكم هاذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ذلكم بأنكم اتخذتم ءايات الله هزوا) *.
وقرأ هذا الحرف عامة القراء السبعة غير حمزة وحفص عن عاصم هزؤا بضم الزاي بعدها همزة محققة.
وقرأه حفص عن عاصم بضم الزاي وإبدال الهمزة واوا.
وقرأه حمزة هزءا بسكون الزاي بعدها همزة محققة في حالة الوصل.
وأما في حالة الوقف، فعن حمزة نقل حركة الهمزة إلى الزاي فتكون الزاي مفتوحة بعدها ألف، وعنه إبدالها واوا محركة بحركة الهمزة.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة * (لهم عذاب مهين) * أي لأن عذاب الكفار الذين كانوا يستهزءون بآيات الله لا يراد به إلا إهانتهم وخزيهم وشدة إيلامهم بأنواع العذاب.
وليس فيه تطهير ولا تمحيص لهم بخلاف عصاة المسلمين فإنهم وإن عذبوا فسيصيرون إلى الجنة بعد ذلك العذاب.
فليس المقصود بعذابهم مجرد الإهانة بل ليؤلوا بعده إلى الرحمة ودار الكرامة. قوله تعالى: * (من ورآئهم جهنم ولا يغنى عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أوليآء ولهم عذاب عظيم) *. قوله تعالى: * (من ورآئهم جهنم) * قد قدمنا الآيات الموضحة له مع الشواهد العربية في سوة إبراهيم في الكلام على قوله تعالى: * (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من ورآئه جهنم) *. وبينا هناك أن أصح الوجهين أن وراء بمعنى أمام.
فمعنى من ورائه جهنم أي أمامه جهنم يصلاها يوم القيامة كما قال تعالى:
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»