مهين لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا) *.
والآيات بمثل هذا كثيرة جدا، وقد قدمنا كثيرا منها في مواضع متعددة من هذا الكتاب المبارك.
وأما الثانية منهما، وهي كونهم لا تنفعهم المعبودات، التي اتخذوها أولياء من دون الله، فقد أوضحها تعالى في آيات كثيرة، كقوله تعالى في هود: * (وما ظلمناهم ولاكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم ءالهتهم التى يدعون من دون الله من شىء لما جآء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب) *. وقوله تعالى * (فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا ءالهة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون) *. وقوله تعالى: * (وقيل ادعوا شركآءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون) *: وقوله تعالى * (ويوم يقول نادوا شركآئى الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا) * وقوله تعالى: * (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعآئهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعدآء) * وقوله تعالى: * (ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعآءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير) *. وقوله تعالى: * (واتخذوا من دون الله ءالهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا) *، وقوله تعالى: * (وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم فى الحيواة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين) *، وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة * (ولا ما اتخذوا من دون الله أوليآء) *، الأولياء جمع ولي.
والمراد بالأولياء هنا، المعبودات التي يوالونها بالعبادة من دون الله، * (وما * كسبوا) * في قوله: * (وما) *؟ * (و ما اتخذوا) * موصولة وهي في محل رفع في الموضعين، لأن * (ما) * الأولى فاعل * (يغنى) *؟ * (وما) * الثانية معطوفة عليها وزيادة لا، قبل المعطوف على منفي معروفة. وقوله: * (ولا يغنى) * أي لا ينفع. والظاهر أن أصله من الغناء بالفتح والمد وهو النفع.