وقوله تعالى: * (وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون * إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين * لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم ءاذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون) *.
وفيها الدلالة الواضحة على أنهم لا يملكون لأنفسهم شيئا، وقوله تعالى: * (وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وأما الرابع والخامس والسادس، من الأمور المذكورة: أعني كونهم لا يملكون موتا، ولا حياة، ولا نشورا. فقد جاءت أيضا مبينة في آيات من كتاب الله؛ كقوله تعالى: * (الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شىء سبحانه وتعالى عما يشركون) *.
فقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شىء سبحانه وتعالى عما يشركون) *، يدل دلالة واضحة على أن شركاءهم ليس واحد منهم يقدر أن يفعل شيئا من ذلك المذكور في الآية، ومنه الحياة المعبر عنها ب: * (خلقكم) *، والموت المعبر عنه بقوله: * (ثم يميتكم) *، والنشور المعبر بقوله: * (ثم يحييكم) *، وبين أنهم لا يملكون نشورا بقوله: * (أم اتخذوا الهة من الارض هم ينشرون) *. وبين أنهم لا يملكون حياة لا نشورا، في قوله تعالى: * (قل هل من شركائكم من البلاغ المبين * أولم يروا كيف يبدىء الله الخلق ثم يعيده) *. وبين أنه وحده الذي بيده الموت والحياة في آيات كثيرة؛ كقوله تعالى: * (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا) *، وقوله تعالى: * (ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها) *، وقوله تعالى: * (إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر) * وقوله تعالى: * (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم) *، وقوله تعالى: * (قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين) *، إلى غير ذلك من الآيات. وهذا الذي ذكرنا من بيان هذه الآيات بعضها لبعض معلوم بالضرورة من الدين.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (ولا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا) *، أظهر الأقوال فيه أن المعنى لا يملكون لأنفسهم دفع ضرر ولا جلب نفع؛ كما قاله القرطبي