، وقوله تعالى في سورة (لقمان): * (هاذا خلق الله فأرونى ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون فى ضلال مبين) *، وقوله تعالى في (الأحقاف): * (قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الارض أم لهم شرك فى * السماوات ائتونى بكتاب من قبل هاذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين) *، وقوله تعالى: * (ما أشهدتهم خلق * السماوات والارض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا) *، وقد بين تعالى في آيات من كتابه الفرق بين من يخلق، ومن لا يخلق؛ لأن من يخلق هو المعبود، ومن لا يخلق لا تصح عبادته؛ كقوله تعالى: * (ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم) *، أي: وأما من لم يخلقكم، فليس برب، ولا بمعبود لكم، كما لا يخفى. وقوله تعالى: * (أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون) *، وقوله تعالى: * (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شىء وهو الواحد القهار) *، أي: ومن كان كذلك، فهو المعبود وحده جل وعلا، وقوله تعالى: * (أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون) *.
وأما الأمر الثاني منها: وهو كون الآلهة المعبودة من دونه مخلوقة، فقد جاء مبينا في آيات من كتاب الله؛ كآية (النحل)، و (الأعراف)، المذكورتين آنفا.
أما آية (النحل)، فهي قوله تعالى: * (والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون) *، فقوله: * (وهم يخلقون) * صريح في ذلك. وأما آية (الأعراف)، فهي قوله تعالى: * (أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون) *، إلى غير ذلك من الآيات.
وأما الأمر الثالث منها: وهو كونهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، فقد جاء مبينا في مواضع من كتاب الله؛ كقوله تعالى: * (قل من رب السماوات والارض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ضرا) *، وكقوله تعالى: * (أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون) *، ومن لا ينصر نفسه فهو لا يملك لها ضرا ولا نفعا. وقوله تعالى: * (والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون) *،