أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٣٠٨
: وقول نابغة ذبيان:
* ولا يحسبون الخير لا شر بعده * ولا يحسبون الشر ضربة لازب * فقوله: ضربة لازب، أي: شيئا ملازما لا يفارق، ومنه في اللاتب قوله: فقوله: ضربة لازب، أي: شيئا ملازما لا يفارق، ومنه في اللاتب قوله:
* فإن يك هذا من نبيذ شربته * فإني من شرب النبيذ لتائب * * صداع وتوصيم العظام وفترة * وغم مع الإشراق في الجوف لاتب * والبرهانان المذكوران على البعث يلقمان الكفار حجرا في إنكارهم البعث المذكور بعدهما قريبا منهما، في قوله تعالى: * (وقالوا إن هاذا إلا سحر مبين * أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون * أو ءاباؤنا الاولون * قل نعم وأنتم داخرون * فإنما هى زجرة واحدة فإذا هم ينظرون) *. * (بل عجبت ويسخرون) *. قرأ هذا الحرف عامة القراء السبعة غير حمزة والكسائي: * (عجبت) * بالتاء المفتوحة وهي تاء الخطاب، المخاطب بها النبي صلى الله عليه وسلم. وقرأ حمزة والكسائي: * (بل عجبت) *، بضم التاء وهي تاء المتكلم، وهو الله جل وعلا.
وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن القراءتين المختلفتين يحكم لهما بحكم الآيتين.
وبذلك تعلم أن هذه الآية الكريمة على قراءة حمزة والكسائي فيها إثبات العجب لله تعالى، فهي إذا من آيات الصفات على هذه القراءة.
وقد أوضحنا طريق الحق التي هي مذهب السلف في آيات الصفات، وأحاديثها في سورة (الأعراف)، في الكلام على قوله تعالى: * (ثم استوى على العرش) *، فأغنى ذلك عن إعادته هنا. * (وقالوا ياويلنا هاذا يوم الدين * هاذا يوم الفصل الذى كنتم به تكذبون) *. قد قدمنا الآيات الموضحة له في سورة (الروم)، في الكلام على قوله تعالى: * (وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله إلى يوم البعث فهاذا يوم البعث) *.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»