على خلق الأكبر فلا شك أنه قادر على خلق الأصغر، كخلق الإنسان خلقا جديدا بعد الموت. وقال تعالى: * (أو ليس الذى خلق السماوات والارض * بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم) *، وقال تعالى: * (أو لم يروا أن الله الذى خلق السماوات والارض ولم يعى بخلقهن بقادر على أن يحى الموتى بلى إنه على كل شىء قدير) *، وقال تعالى: * (أو لم يروا أن الله الذى خلق السماوات والارض قادر على أن يخلق مثلهم) *، وقال تعالى في (النازعات)، موضحا الاستفتاء المذكور في آية (الصافات) هذه: * (أشد خلقا أم السماء بناها رفع * رفع سمكها فسواها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها * والارض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها * والجبال أرساها * متاعا لكم ولانعامكم) *.
وقد علمت أن وحه العبارة بمن التي هي للعالم، في قوله تعالى: * (أم من خلقنا) *، عن السماوات والأرض والكواكب هو تغليب ما ذكر معها من العالم كالملائكة على غير العالم، وذلك أسلوب عربي معروف.
وأما البرهان الثاني: فهو في قوله: * (إنا خلقناهم من طين لازب) *؛ لأن من خلقهم أولا من طين، وأصله التراب المبلول بالماء لا يشك عاقل في قدرته على خلقهم مرة أخرى بعد أن صاروا ترابا، لأن الإعادة لا يعقل أن تكون أصعب من البدء والآيات الموضحة لهذا المعنى كثيرة جدا؛ كقوله تعالى: * (قل يحييها الذى أنشأها أول مرة) *، وقوله تعالى: * (وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) *، وقوله تعالى: * (ياأيها الناس إن كنتم فى ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب) *.
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذين البرهانين وغيرهما من براهين البعث في سورة (البقرة)، و (النحل)، و (الحج) وغير ذلك.
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (من طين لازب) *، اللازب: هو ما يلزق باليد مثلا إذا لاقته، وعبارات المفسرين فيه تدور حول ما ذكرنا، والعرب تطلق اللازب واللاتب واللازم، بمعنى واحد، ومنه في اللازب قول علي رضي الله عنه: وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: * (من طين لازب) *، اللازب: هو ما يلزق باليد مثلا إذا لاقته، وعبارات المفسرين فيه تدور حول ما ذكرنا، والعرب تطلق اللازب واللاتب واللازم، بمعنى واحد، ومنه في اللازب قول علي رضي الله عنه:
* تعلم فإن الله زادك بسطة * وأخلاق خير كلها لك لازب * وقول نابغة ذبيان