أضواء البيان - الشنقيطي - ج ٦ - الصفحة ٣١٩
التمكن من الفعل، ومن قال إن الحكمة مترددة بين الامتثال والابتلاء، لم يشترط من الفعل؛ لأن حكمة الابتلاء تتحقق مع عدم التمكن من الفعل، كما لا يخفى. ومن الفروع المبنية على هذا الخلاف أن تعلم المرأة بالعادة المطردة أنها تحيض بعد الظهر غدا من نهار رمضان، ثم حصل لها الحيض بالفعل، فتصبح مفطرة قبل إتيان الحيض، فعلى أن حكمة التكليف الامتثال فقط، فلا كفارة عليها، ولها أن تفطر؛ لأنها عالمة بأنها لا تتمكن من الامتثال، وعلى أن الحكمة تارة تكون الامتثال، وتارة تكون الابتلاء، فإنها يجب عليها تبييت الصوم، ولا يجوز لها الإفطار إلا بعد مجيء الحيض بالفعل، وإن أفطرت قبله كفرت. وكذلك من أفطر لحمي تصيبه غدا، وقد علم ذلك بالعادة، فهو أيضا ينبني على الخلاف المذكور. * (ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين) *. قد قدمنا الكلام عليه في سورة (البقرة)، في الكلام على قوله تعالى: * (قال لا ينال عهدي الظالمين) *.
* (ولقد مننا على موسى وهارون * ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم *
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»